ككل مناسبة يلتقي فيها الفريقان العاصميان، مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، إلا وتنطلق المباراة قبل موعدها الرسمي بين أنصار الفريقين من خلال التحضيرات التي يقومون بها قبل وأثناء المواجهة أحيانا حتى بعد المباراة في معاقل الأنصار. العاصمة هذه الأيام تتنفس نهائي كأس الجمهورية الذي سينشطه اتحاد العاصمة والجار مولودية الجزائر، يوم الفاتح ماي القادم، على أرضية ملعب 5 جويلية من خلال التحضيرات التي انطلق فيها أنصار الفريقين في مختلف شوارع العاصمة. ومن يقول ''لقاء مولوية الجزائر اتحاد العاصمة'' فإنه يتحدث عن حكاية طويلة بين أنصار هذين الفريقين العاصميين، وعن أكبر داربي عاصمي يثير فضول، ليس الجزائريين فحسب، بل حتى من هم خارج الوطن. وعكس ما يميز بقية لقاءات الداربي، فغالبا ما تجد في أسرة واحدة منقسمة بين من يناصر العميد ومن يحب اتحاد العاصمة، وهو ما وقفنا عليه لدى الجولة الميدانية التي قمنا بها في بعض أحياء العاصمة التي تعتبر أحد معاقل أنصار العميد والاتحاد. ولا يتحدث أنصار المولودية قبل النهائي سوى عن التتويج السابع بكأس الجمهورية، حيث نال منها أصحاب الزي الأحمر والأخضر أربع كؤوس ضد الغريم التقليدي اتحاد العاصمة، وعليه فإن أنصار المولودية يحلمون بالتتويج الخامس أمام الجار الاتحاد وهو ما جعل الأنصار يستفزون جمهور الاتحاد ويرددون ''الخامسة يا لي جان الخامسة'' (أي: يا شبان نريد الخامسة)، في إشارة إلى أنهم سيظفرون بالكأس الخامسة أمام الاتحاد والسابعة في تاريخ العميد. ولم يكتف ''الشناوة'' بترديد تلك العبارات التي تدخل في إطار الحرب النفسية بين أنصار المولودية والاتحاد، بل علق البعض منهم رايات حمراء وخضراء تحمل بعض الشعارات التي ترمز لسيطرة المولودية على الاتحاد في منافسة السيدة الكأس على مر المواسم. لكن الرد هذه الأيام جاء سريعا من جانب أنصار اتحاد العاصمة الذين يتوعدون هم أيضا بالثأر من النهائيات التي خسروها أمام العميد وبالتالي وضع حد لسيطرته، فكان الحوار ساخنا بين ما يصطلح عليهم ب''الإخوة الأعداء'' على اعتبار أن التنافس بين أنصار الفريقين لم يتحول يوما إلى شجار، عكس ما حدث ويحدث في بقية المواجهات المحلية الساخنة، مثلما يؤكده لنا الشاب وليد. م (29سنة) من باب الواد الذي قال: ''صحيح أن التنافس شديد بين المولودية والاتحاد في الميدان وبين الأنصار ولكن لن يخرج عن الإطار الرياضي لقد حضرت مواجهات حدث فيها شجار بين اللاعبين وتعرض البعض للطرد، ولكن نحن الأنصار دائما نعطي صورة جميلة ونخرج جنبا إلى جنب دون أي شجار''.