ينهي المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم، اليوم، حالة الترقب والانتظار لحسم خلافة أبو جرة سلطاني على رأس الحركة، بين المرشحين، رئيس مجلس الشورى السابق، عبد الرحمن سعيدي، ونائب رئيس الحركة السابق عبد الرزاق مقري. تحولت الجلسات المغلقة للمؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم إلى ''محاكمة'' سياسية لتيار المشاركة، وتداعى عدد كبير من المندوبين في المؤتمر إلى طرح انتقادات ما انجرت إليه الحركة من مآلات بسبب ما يعتبرونه ''الغرق في مشاركة صورية مع السلطة، ورفض النظام احترام التزاماته مع الحركة''، لكن أنصار تيار المشاركة دافعوا عن هكذا توجه وإنجازات حققتها الحركة على أكثر من صعيد، وطرحوا بالمقابل مخاوف مما وصفوها ''انفعالات سياسية تقود الحركة إلى خيار المعارضة، وتبعدها عن رسم المشاركة الذي قيده لها الشيخ محفوظ نحناح''. وقال عضو المكتب الوطني السابق جعفر شلي ''مجلس الشورى قرر فك الارتباط مع الحكومة، وهذا التزام أخلاقي علينا أن نحترمه ونحترم رغبة القواعد، لما كنا في الحكومة نفذنا التزاماتنا، النظام غدار لا يحترم تضحياتنا وإسهامات الحركة في إنقاذ الدولة والوطن، كان علينا أن نفهم هذا جيدا منذ عام 1999، عندما رفض ترشح الشيخ محفوظ نحناح إلى الرئاسيات، نرى أن السلطة ترفض أن تشاركنا في القرار، وفي الإدارة والولاة والدبلوماسية''. لكن عضو مجلس الشورى السابق منير آيت يعلى يدافع عن تيار المشاركة وإنجازات المرحلة السابقة، ويعتقد أن حركة مجتمع السلم بحاجة إلى الاستقرار والهدوء لفترة أخرى، وليست مهيأة لتغيير عميق أو مواجهة مرحلة غامضة المعالم في الجزائر، ويرى أن قرار الخروج من الحكومة كان قرارا انفعاليا، لا ينسجم مع الخيارات الاستراتيجية للحركة، ولا يتطابق مع وضع داخلي وإقليمي متوتر، مشيرا إلى أن استقرار الحركة يؤهل لاستكمال مشروع الوحدة مع الفصائل التي انشقت عنها في وقت سابق''. ويفسر هذا التباين بحدة الصراع الذي انتقلت إليه حركة حمس هذه المرة، فبخلاف مؤتمر 2008، خف الصراع على الأشخاص، واحتد الصراع حول التوجهات الكبرى والخيارات المستقبلية، وينعكس هذا على طموح مرشحين لرئاسة الحركة عبد الرحمن سعيدي وعبد الرزاق مقري، اللذين خاضا أمس وقبله، ''حملة انتخابية'' في الكواليس، ومع مندوبي الولايات، لمحاولة الإقناع بوجهة نظر كل منهما. وقال عبد الرزاق مقري ل''الخبر''، ''أنا ملتزم بالحركة ومحترم لقرارات مؤسساتها مهما كانت النتائج''، وقال عبد الرحمن سعيدي هو الآخر ل''الخبر''، ''سأحترم قرارات المؤتمر، وفي أي موقع وضعني إخوتي فأنا طوع إشارتهم''. وأفاد رئيس مكتب المؤتمر زين الدين طبال بأنه ''برغم حدة النقاش والطموحات المشروعة، فإن المؤتمر تلافى كل تشنج أو تعصب للرأي، وقد حرصنا على أن يكون هذا المؤتمر للقواعد والمندوبين''. وصادق المؤتمرون على مكتب المؤتمر والتقرير الأدبي الذي قدمه رئيس الحركة أبو جرة سلطاني، وعلى أوراق المؤتمر وبخاصة القانون الأساسي الذي تضمنت ديباجته اقتراح انتخاب رئيس الحركة من قبل مجلس الشورى.