خلفية انتخاب زعيم الحركة تخيم على اجتماع مجلس شورى الحزب منتصف جانفي المقبل الصراع كان دائما حول الانتخاب في مجلس الشورى أو المؤتمر محمد سلطاني يجتمع أول مجلس شورى حركة مجتمع السلم للسنة الجديدة، منتصف الشهر المقبل، وبالتحديد من 17 إلى 19 من شهر جانفي المقبل، وذلك بغرض استكمال التحضيرات الجارية للمؤتمر الخامس المنتظر عقده ربيع سنة 2014، ومناقشة الأوراق الجديدة الملحقة بالقانون الأساسي والنظام الداخلي، إضافة إلى ورقة السياسة العامة، فضلا عن تحديد معايير انتخاب المندوبين للمؤتمر وكذا عددهم وتوزيع "كوطة" كل ولاية والندوات الولائية والبلدية وحتى الجهوية والمتخصصة التي ستعقد تحضيرا لهذا للمؤتمر الخامس المرتقب أن يكون منعرجا حاسما في مسار حركة الراحل محفوظ نحناح، باعتباره ينعقد من جهة في ظروف سياسية وطنية وجهوية غير التي انعقد فيها المؤتمر الرابع، ومن جهة أخرى في ظروف تنظيمية وإن كانت لا تشبه الظروف التي سبقت انعقاد المؤتمر الرابع الذي شهد استقطابا كبيرا على مركز القيادة، قبل أن ينتهي هذا المؤتمر بميلاد حزب التغيير من رحم حمس، إلا أن ثمة مؤشرات توحي بوجود تنافس غير معلن على رئاسة الحركة بين رئيس الحركة الحالي أبو جرة سلطاني ونائبه عبد الرزاق مقري، إضافة إلى رئيس مجلس شورى الحركة عبد الرحمان سعيدي. مع الإشارة إلى أن رئيس الحركة، وحسب بعض المعطيات، قد ترشح لعهدة ثالثة لرئاسة الحركة بالتوافق على تجديد الثقة في شخصه خلال المؤتمر الرابع لعهدة ثانية، غير أن القانون الأساسي للحزب لا يمنع أبو جرة سلطاني من الترشح لعهدة ثالثة على رأس حركة الراحل محفوظ نحناح. وحسب بعض المصادر، فإن مسألة انتخاب رئيس الحركة والتي كانت إلى وقت قريب مثار جدل في حمس، لاتزال كذلك وربما أكثر تعقيدا، مع ظهور رأي ثالث يدعو إلى تمكين كل من يملك بطاقة انخراط في حمس من حق المشاركة في انتخاب رئيس الحركة، مع الإشارة إلى أن الخيارين السابقين وإن كانا دائما محل تجاذب الفاعلين في حمس إلى جانب خياري انتخابه في المؤتمر توسيعا للديمقراطية، حسب دعاة هذا الطرح أو في مجلس الشورى من قبل أهل الحل والعقد، كما هو الأمر حاليا وفق القانون الأساسي الساري المفعول، ما يجعل الاستفتاء على رئيس الحركة بتمكين كل مناضل من المشاركة أكثر توسيعا للديمقراطية. وغني عن الذكر أن مصدر الخلاف حول كل هذه الخيارات، يبقى في محاولة ضمان أسهل المسالك إلى قيادة الحركة بين من يرى من الأسماء المرشحة بأن الانتخاب في مجلس الشورى قد يفوت عليه فرصة الضفر بالرئاسة، فرافع من أجل أن الانتخاب في المؤتمر، وبين من يرى خلاف ذلك، إضافة إلى أصحاب الطرح الثالث الذين يريدون الخروج من دائرة الاستقطاب إلى الخيار الجديد، باعتباره الخيار الذي يعبد الطريق لمرشحهم ليكون زعيما لحمس. وفي انتظار ذلك اجتمعت أول أمس اللجنة والوطنية لتحضير المؤتمر برئاسة نعمان لعور، وذلك للانتهاء من صياغة الأوراق الملحقة بالقانون الأساسي والنظام الداخلي والسياسة العامة لتعرض بعد المصادقة عليها على مندوبي المؤتمر. فيما كان هؤلاء من قبل يكتفون بمناقشة الأوراق دون ملحقاتها.