أوضح أحمد بومهدي، مسؤول ما يعرف ب''مكتب دورة اللجنة المركزية'' للأفالان، المنعقدة نهاية جانفي الماضي، وعبد الكريم عبادة، منسق ''حركة التقويم''، أن حديث عبد الرحمن بلعياط، منسق المكتب السياسي، عن صراع بينهما لا أساس له من الصحة''. وطالبا ب''إبعاد اللجنة المركزية عن كل وصاية''. أثارت تصريحات بلعياط المنشورة في ''الخبر'' الخميس الماضي، بخصوص ''صراع ثلاثة أطراف'' في الأفالان، ما عطل، حسبه، التوجه إلى انتخاب أمين عام جديد، حفيظة بومهدي وعبادة. فقد ذكر الأول في بيان أن ''التصنيفات التي تحدث عنها السيد بلعياط لا وجود لها وهي مجرد أوهام تبث لتغليط الرأي العام.. ومثل هذه التصريحات لا تلزم أعضاء اللجنة المركزية الذين يلحون على استئناف الدورة في أقرب الآجال، كما أنها لا تخدم الحزب ووحدة مناضليه، بل تدفع إلى المزيد من الفرقة وتكشف عن نوايا لها خلفيات تعمل على دفع الأفالان، خاصة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد، لأن ينغمس في صراعات تلهيه عن المهام الأساسية في خدمة الوطن ومصالح الأمة''. وبخصوص حديث بلعياط عن احتمال أن يطلب قياديون من الرئيس بوتفليقة الموافقة على عقد مؤتمر استثنائي ينهي الأزمة، قال بومهدي: ''إن الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي هي عملية قفز على الواقع وهروب إلى الأمام لتمييع الموقف، ودفع الوضع إلى المزيد من التعقيد، وهي دعوة لا تخدم الحزب بقدر ما تدفع به إلى متاهات صراع وهمية. إننا نرفض أية وصاية من أي كان على اللجنة المركزية التي هي السلطة الوحيدة التي لها الحق في تقرير ما يجب أن يكون من خلال مكتب الدورة، الذي سوف يتولى، بعد استشارة موسعة مع كل أعضاء اللجنة المركزية، تحديد تاريخ الدورة القادمة وانتخاب أمين عام للحزب''. ويتضح هنا جليا أن الشرخ عميق داخل الحزب، بين المكتب السياسي ومنسقه الذي يقول إنه الجهة المخولة قانونا للدعوة إلى اجتماع اللجنة المركزية، وبين بومهدي رئيس الدورة السابقة التي شهدت سحب الثقة من بلخادم، والذي يرى أنه الأحق بالدعوة إلى الاجتماع. من جهته، قال عبادة، في اتصال مع ''الخبر''، إن حديث بلعياط عن هياكل موازية يقوم بتنصيبها منسق ''التقويم'' في القاعدة، ''لا أساس له''. وتساءل: ''ما هي الهياكل القائمة حتى أنشئ أنا أخرى موازية؟ ما هو موجود مناضلون مقصون ومغيّبون بفعل ممارسات الأمين العام السابق. ما هو موجود أشخاص يحملون مفاتيح المقرات المغلقة، أما نحن فنمثل إرادة المناضلين''. ونفى عبادة وجود أي صراع مع بومهدي، ''فصراعنا الحقيقي مع الرداءة والانحراف والخروقات التي خلفها تسيير الحزب في عهد الأمين العام السابق''. وانتقد عبادة بلعياط قائلا: ''إنه يبرر فشله بالحديث عن صراعات، فهو لم يوفق في استدعاء دورة اللجنة المركزية، ويبدو أن الموقع الذي يوجد فيه يعجبه''. وأضاف: ''نحن نسعى إلى عقد اجتماع لاختيار أمين عام جديد في ظروف هادئة، ولكن يوجد من يغذي الفتنة بتخويف الناس والترويج للدعايات، وهؤلاء محسوبون على الأمين العام السابق الذين يعملون على إطالة عمر الأزمة''. وهاجم عبادة ''أشخاصا يروجون لأنفسهم في القنوات الأجنبية، في حملة مسمومة لتضليل الرأي العام، بأن الاختيار وقع عليهم لخلافة بلخادم''، دون توضيح من يقصد. وأضاف عبادة بأن ''التقويمية'' تدعم ثلاثة أسماء للأمانة العامة ''لن نروّج لها إلا عندما يحين الوقت''.