شهد اليوم الثالث من عُمر امتحانات شهادة البكالوريا سابقة، كادت أن تنسف الامتحان برُمّته نتيجة الاحتجاج العارم الذي استظهره الممتحنون في شعبة الآداب، في 17 ولاية، حسب مصادرنا، حيث بمجرد أن وُزع موضوع الفلسفة حتى تعالت أصوات الاستهجان والصراخ، فضلا عن الإغماءات وتدفق التلاميذ خارج القاعات، وتكسير بعض زجاج النوافذ، ووصل الأمر إلى حد التهديد بالانتحار. تلاميذ قاطعوا الامتحان لإدراج سؤال درسوه لكنّهم لم يراجعوه جيّدا ”الفايسبوك” يحدث فتنة وسط مترشحي البكالوريا في مادّة الفلسفة أثار موضوع مزيّف عن مادة الفلسفة تسرّب، أول أمس، على موقع التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”، فتنة وسط مترشحي امتحان شهادة البكالوريا في شعبة ”آداب وفلسفة”، ودفعهم إلى الاحتجاج عبر 17 ولاية عن مضمون موضوع ”الإدراك”، ليس لكونه غير محدّد في عتبة الدروس، وإنّما لأنّهم لم يراجعوه جيدّا. وقد دخل رؤساء مراكز الامتحانات والأساتذة الحراس في مناوشات مع المترشحين الذين خرجوا إلى أفنية المراكز، فيما قام البعض ب«الاعتداء” على الحراس وتحطيم الكراسي والطاولات، ما استدعى تدخل قوات الأمن لإعادة فرض الانضباط. تفاجأ حراس مراكز الامتحان لشهادة البكالوريا، أمس، برفض عدد كبير من المترشحين المتمدرسين وليس الأحرار بعد 10 دقائق من توزيع مواضيع الأسئلة في مادّة الفلسفة عن شعبة آداب وفلسفة، مواصلة الامتحان والإجابة عن الموضوع لكونهم لم يراجعوا درس ”الإدراك” جيّدا، وإنّما صبّوا كامل تركيزهم في المراجعة على درس ”الشعور واللاّشعور”. وعلمت ”الخبر” من مصادر مسؤولة في المديريات الثلاث للتربية بالعاصمة، أنّ الأخبار التي وصلتهم من مراكز الامتحان التي شهدت احتجاجات من قبل المترشحين، تفيد بأنّ هؤلاء اعترفوا بأن موضوع الفلسفة درسوه وبشرح واف خلال السنة الدراسية، وهو مدرج ضمن قائمة 13 درسا التي حددّت في عتبة الدروس، لكنّهم، حسب المصادر، قالوا إنهم لم يراجعوه جيّدا، وطالبوا وزير التربية، عبد اللطيف بابا أحمد، بالتساهل معهم خلال عملية التصحيح. في المقابل، يعود سبب احتجاج الطلبة في أعقاب تسرّب موضوع مزيّف عن مادة الفلسفة في شعبة ”الآداب والفلسفة”، جرى نشره بشكل واسع على شبكة التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”، وطبعه ”خلاّطون” ووزعوه على نطاق واسع بين المترشحين ليلة الامتحان، واعتقد الكثير منهم أنه موضوع الامتحان فجرى عليه تركيز كبير، اعتبارا لكونه لم يدرج في امتحان البكالوريا منذ سنوات، فيما خمّن المترشحون أنّ موضوع ”الإدراك” لن يعاد الامتحان فيه هذه السنة، لأنه كان مطروحا الموسم الماضي، لكن المفاجأة أن طرح موضوعا اختياريا بين 3 مواضيع. كما استدعى ”انزلاق” الوضع داخل مراكز الامتحان في العاصمة، لاسيما في مراكز الإخوة بودارة وأحمد زبانة وعقبة بن نافع، تدخل قوات الأمن لفرض الانضباط ومنع المترشحين من الخروج للطريق. وكرد فعل قام بعض المترشحين بتحطيم الطاولات والكراسي وتمزيق أوراق الامتحانات. ومع تطور الوضع، عمد الأساتذة الحراس في مركز الإخوة بدوارة في سطاوالي إلى مقاطعة الحراسة، ما اضطر مدير التربية لغرب العاصمة، إلى استخلافهم بآخرين. من جهته، قال الأمين العام للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، عيسى ميرازي، في اتصال مع ”الخبر”، إنّ المترشحين عادوا إلى أقسام الامتحان وفرض النظام داخل مراكز الامتحان، مشيرا إلى أنّ امتحان الفلسفة جرى في ظروف عادية، ماعدا من بعض ما وصفهم ب«المشوّشين”. من جهة أخرى، علمت ”الخبر” من مصدر مسؤول، أنّ وزارة التربية طلبت من مديرياتها الولائية، إحصاء عدد مراكز الامتحانات لشهادة البكالوريا التي شهدت احتجاجات المترشحين فيها على موضوع الفلسفة، وكذا إعداد قائمة عن المترشحين الذين تسببّوا في خلق فوضى داخل الأقسام. في المقابل، وردت معلومات ل«الخبر”، أن القائمة الإسمية ل«المترشحين المشوّشين” ستحال على الجهات الأمنية التي فتحت بدورها تحقيقا في القضية، لاسيما وأن الاحتجاج تزامن في توقيت واحد عبر 17 ولاية.