أنهى، أمس، مترشحو شهادة البكالوريا في الشعب الأدبية امتحانهم بمادة التاريخ والجغرافيا، التي أكدوا أنها لم تكن في متناول الجميع، بل كان موضوع الامتحان طويلا جدا ومعقدا، والأمر نفسه بالنسبة للشعب العلمية، بينما لا يزال لمترشحي هذه الأخيرة امتحانا مصيريا اليوم في مادتي العلوم الفيزيائية والفلسفة، وقد أجمع المترشحون أن بكالوريا الدورة الجارية أصعب من السنوات الماضية، آملين من الأساتذة المصححين الرفق بهم· بين راضٍ على ما قدمه في أوراق أجوبة الامتحان خلال الأيام الأربعة الماضية، ومستاء من الصعوبة التي ميزت مواضيع الامتحان، هذا ما لمسته ''الجزائر نيوز'' خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتها إلى بعض مراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا التي انطلقت، الأحد المنصرم، ففي مركز الاجراء بثانوية الإخوة عروج وخير الدين بربروس بالعاصمة، أكد مترشحو البكالوريا في شعبة الآداب والفلسفة، أن الدورة الحالية أصعب بكثير من الدورات السابقة، خاصة في مواد الرياضيات، الفرنسية والتاريخ والجغرافيا، والتي كانت جد معقدة وصعبة وليست في متناول الجميع، حيث أن وزارة التربية ختمت الامتحان بموضوع صعب وطويل وأسئلة مبهمة في التاريخ والجغرافيا، والتي كانوا يعولون عليها لرفع معدلاتهم، وهو الأمر نفسه بالنسبة لإحدى المترشحات التي أكدت أنها فقدت الأمل في النجاح، خاصة بعد الامتحان الأخير، وعلى الرغم من أنها أجابت بشكل جيد في مادة الفلسفة والأدب العربي، إلا أن المواد الأخرى لم يحالفها الحظ في الإجابة عنها· بالنسبة لمترشحي الشعب العلمية هم أيضا أكدوا صعوبة موضوع التاريخ والجغرافيا على الرغم من أنه يعتمد على الحفظ، إلا أن المشكل يكمن في طول موضوع الأسئلة والتي لا يمكن للتلاميذ الإجابة عنها جميعها، وقد اعتبر المترشحون أن بكالوريا 2012 هي الأصعب منذ عدة سنوات، خاصة وأنهم قاموا بحل جميع المواضيع المطروحة في الدورات السابقة، وبالمقارنة فإن مواضيع دورة جوان الحالي هي الأصعب، ويعول اليوم مترشحو شعبة علوم الطبيعة والحياة، الرياضيات، تقني رياضي والتسيير والاقتصاد على المواد التي سيمتحنون فيها وتعتبر أساسية بالنسبة لهم وهي العلوم الفيزيائية والاقتصاد والمناجمت، بينما خصصت الفترة المسائية لمادة الفلسفة· وفي سياق متصل، دعا المترشحون وزير التربية الوطنية أن تكون عملية تصحيح أوراق الاجابات مرنة من شأنها أن تساعد التلاميذ على النجاح، حيث قال أحد المترشحين، طالما كانت مواضيع الامتحان صعبة، فيجب أن تكون عملية التصحيح لينة، ولا يتم اعتماد سلم تنقيط صعب· وبهذا سيكون اليوم آخر يوم في امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان ,2012 والتي لم تكن مثل الدورات السابقة، سواء من حيث مستوى المواضيع المطروحة، أو إجراءات الحراسة، والتعزيزات الأمنية داخل وخارج مراكز الإجراء، كما شهدت هذه الدورة وقبل انطلاقها بأيام إشاعات حول تسريب بعض مواضيع البكالوريا، حيث صدم المترشحون الذين اعتمدوا عليها كمرجع للمراجعة، إلا أن هذا الامر تلاشى بعد عدم توافقها مع المواضيع المطروحة، وقد توعد وزير التربية الوطنية بمعاقبة المتسببين بإرباك المترشحين في هذه الفترة الحساسة، كما ميز دورة البكالوريا صعوبة المواضيع في بعض مواد الامتحان على غرار مادة الرياضيات التي انهار العشرات من المترشحين يوم الامتحان فيها، بينما وصفها الأساتذة والنقابيون بأنها في مستوى قيمة البكالوريا· جغلول عبد الرؤوف (شعبة آداب وفلسفة): ''بكالوريا 2012 لم تكن مثل الدورات السابقة، فمعظم مواضيع الأسئلة كانت صعبة، لكن ليس بالدرجة التي وصفها بعض المترشحين، بل كل من اجتهد طيلة السنة كان بإمكانه الإجابة عن جميع الأسئلة، وبالتالي النجاح· أما الذين لم يدرسوا جيدا، فطبيعي أن يصفوا المواضيع بالصعبة، خاصة وأن الجميع اعتاد على أن تكون البكالوريا سهلة، لكن هذا العام حدثت المفاجأة، وصُدم الجميع بمستوى الأسئلة''. شلالي الطاهر (شعبة آداب وفلسفة): ''بالنسبة لي بعض أسئلة المواد كانت سهلة، إلا أن مواد الرياضيات والفرنسية والتاريخ والجغرافيا التي كانت صعبة وطويلة جدا، حيث لم أتمكن من الإجابة عنها كلها، وتلك التي أجبت عنها لا أظن أنها صحيحة، فمن المفترض أن تكون الأسئلة في متناول الجميع، كما أننا كنا ضحية مقارنة بالدورات السابقة التي كانت أسهل بكثير من هذه السنة· الوزارة تريد أن تكون شهادة البكالوريا ذات مستوى، لكن ليس على حساب المترشحين''. رزاق أمين (شعبة آداب وفلسفة): ''أغلب المواضيع كانت صعبة وطويلة، إضافة إلى ذلك أجواء الحراسة داخل قاعات الامتحان التي أربكت المترشحين نظرا لوجود عدد كبير من الحراس، والذين لا يسمحون لنا حتى بالخروج إلى دورات المياه، وما نطلبه الآن من وزير التربية هو أن يكون التصحيح يسير''·