دخلت مادة البيض، التي تصنف كغذاء للفقير وأحد البدائل المتاحة، خاصة مع الغلاء المسجل في اللحوم البيضاء بعد الحمراء بورصة المضاربة، فقد سجلت أسعارها تقلبات جعلتها تصل أحيانا على قارعة طرق بعض المدن مستوى 10 إلى 11 دينارا للبيضة، ناهيك عن البيض التقليدي الذي يمكن أن يصل إلى 30 دينارا للبيضة الواحدة. كما أضحى البيض، والفلوس بالخصوص، عرضة للتهريب على الحدود الشرقية الجزائرية، بالنظر إلى الدعم الذي يستفيد منه، وبالتالي تكلفته المتدنية مقابل ارتفاع تكلفته في دول الجوار. ويظل البيض الغذاء الوحيد الذي يوفر البروتينات بصورة مقبولة للمستهلك الجزائري، بعد أن أصبحت اللحوم بأنواعها ليست في متناول الطبقات الفقيرة، التي تلجأ إلى الطبق الكلاسيكي في المطاعم «فريت أوملات» بالتعبير الشعبي البسيط. وتعرف أسواق تبسة وسوق أهراس وعنابة والمناطق الحدودية دخول بيض مهرّب من تونس، إضافة إلى مواد أخرى، فيما يسجل، أيضا، تهريب الفلوس والبيض الجزائري إلى الضفة الأخرى من الحدود الجزائرية، وأضحى هذا البيض ينافس، من حيث السعر، البيض الشعبي التقليدي أو بيض العرب كما يعرف في الأوساط العامة. وبعد أن عرفت سنوات 2000 تدنيا معتبرا لأسعار الدجاج والبيض، عادت أسعاره للتداول في بورصة المواد الغذائية لينحو نحو الارتفاع مجددا، وأضحت الجزائر، على خلفية هذا التطور، من بين أهم البلدان المستهلكة للحوم البيضاء والبيض في المنطقة العربية والإفريقية، إلى جانب مصر والعربية السعودية ونيجيريا، علما أن أكبر الدول العالمية استهلاكا للبيض هي الصين. على صعيد متصل، أشار الخبير أحمد مالحة إلى أن تربية الدواجن عموما في الجزائر مجال للقطاع الخاص بنسبة 90 بالمائة، وتعتبر الجزائر الحاضنة الرئيسية لمراكز الأمهات الرئيسيات بمركزين، من مجموع أربعة متواجدة في عين وسارة بالجلفة وتلمسان. وتكمن أهمية المراكز في كونها تعطي أصل البيضة التي تلد الدجاجة المنتجة للبيض، فالبيضة تعطي الفلوس الذي يعطي الدجاجة التي تبيض أو تنتج البيض، والجزائر تحوز على أصل السلسلة، وهذا أمر هام جدا يتعين توظيفه واستغلاله، وتمتلك الجزائر تعداد دجاج مبيض أو منتج للدجاج يقدر ب1,8 مليون وحدة مقابل استيراد 4,5 مليون وحدة، أي تعداد إجمالي يقدر ب6,3 مليون دجاجة مبيضة أو منتجة للبيض.