عبد الحق شارك في حملة لتنظيف المقبرة يوما قبل انتحاره في أقل من خمسة أيام على حادثة انتحار مؤذن مسجد أبي بكر الصديق ببلدية أولاد رياح بولاية تلمسان، والذي عثر عليه معلقا بحبل داخل قاعة الصلاة، فجع سكان البلدة الفلاحية بخبر وضع شاب يدعى فقيه عبد الحق، يبلغ من العمر 25 سنة، حدا لحياته بإسطبل لتربية الأغنام، عصر أول أمس، بعد أن لفّ سلكا معدنيا حول رقبته. يروي شهود عيان هرعوا إلى المكان بعد سماع نبأ حادثة الانتحار، أن المنظر كان مؤثرا ومؤلما، وشاهده الكثير من السكان رفقة عائلة الضحية قبل وصول عناصر الدرك الوطني لمعاينة مكان الحادثة، ونقل الجثة إلى المستشفى الجامعي من أجل التشريح. ثاني انتحار لشابين دون الثلاثين من العمر ومحاولة ثالث قتل نفسه، خلق جوا من القلق المصحوب بعدة تساؤلات وسط السكان حول الأسباب التي تدفع أشخاصا في ربيع العمر إلى إزهاق أرواحهم، مستفسرين عن دور العائلة في مرافقة أبنائهم وتحسس مشاكلهم والعمل على مساعدتهم على حلها وأداء المساجد والجمعيات في التوعية والتربية السليمة، مقابل تصاعد رهيب لتعاطي المخدرات، واللافت أن سكان البلدية تمكنوا من إنقاذ شاب ثالث حاول بدوره الانتحار لحظات فقط قبل جنازة الشاب المنتحر، ولحسن الحظ تم إنقاذه بعدما جهز حبلا لشنق نفسه. كما طرح بعض السكان في حديثهم مع “الخبر” مشكلة الانعدام الكلي لمرافق الترفيه والتسلية ببلدية أولاد رياح التي لم تستفد من أي مشروع شباني أو رياضي أو ثقافي منذ الاستقلال. من جهته، اعتبر الأستاذ محمد حمري، الباحث في العلوم الشرعية وواعظ بمساجد ومنابر ولاية تلمسان، في اتصال مع “الخبر”، معلقا على هذه الحادثة المأساوية، أن القلق محنة سببها معركة وصراع في الحياة لتحقيق مطامع دنيوية، بجهل كلي بالله عز وجل، في غياب الاهتمام بالجانب الروحي، كون الانتحار جريمة في حق النفس وحق الله عز وجل. وتجدر الإشارة إلى أن الشاب عبد الحق كان يشتغل في إطار عقود ما قبل التشغيل، وشوهد يوما قبل انتحاره رفقة زملائه ينظف المقبرة، ليعود إليها جثة هامدة عصر أمس الجمعة .