وقّعت وزارة الفلاحة وشركة “طاسيلي آيرلاينز” على اتفاقية تعاون لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد، تدفع بموجبها وزارة الفلاحة للشركة 1 مليار دينار، مقابل أن تضمن الأخيرة خدمات المشاركة في مكافحة الحرائق ومراقبة الغابات ومكافحة الجراد والأمراض في الغابات وفي المحاصيل الزراعية. وقد كللت عملية التصدي لمكافحة الجراد في الولايات الجنوبية الغربية بنجاح كبير، بعد أن منعت وصول أسرابه إلى المحاصيل الزراعية في الشمال خلال فصل الربيع. ووقّع على الاتفاقية، صبيحة أمس، من جانب وزارة الفلاحة، المديرة المكلفة بحماية النباتات، وعن “طاسيلي آيرلاينز” إطار بالشركة. وأوضحت المديرة بأن الاتفاقية تدوم 5 سنوات وهي قابلة للتجديد، تتولى بموجبها شركة “طاسيلي” مراقبة الغابات في إطار مكافحة الحرائق والجراد ومراقبة المحاصيل الزراعية عن طريق المروحيات، لأن العامل اليدوي لم يعد كافيا لدفع الخطر عن قطاع الفلاحة، فيما قال ممثل الشركة وهو طيار سابق إن مساهمة “طاسيلي” بخدماتها في حماية الفلاحة والغابات هو أكثر من ضرورة خاصة أن الجزائر بلد يتربع على مساحات شاسعة جدا، مشيرا إلى أن المقاربة الجوية في العمل ضرورية للغاية لتطوير قطاع الفلاحة وحمايته. ولو أن المتحدث لم يعط تفاصيل بشأن عدد المروحيات المسخرة للعملية، إلا أن ممثلة وزارة الفلاحة أوضحت ل«الخبر” بأن طبيعة البرنامج العملي للتدخل هي التي تحدد عدد المروحيات التي يتم إشراكها في العملية. واعتبر وزير الفلاحة، رشيد بن عيسى الذي أشرف على مراسيم التوقيع على الاتفاقية، صبيحة أمس، بمقر وزارة الفلاحة وحضرها ممثلون عن شركة سوناطراك أيضا، أن الاتفاق يأتي لتقوية وتنظيم قطاع الفلاحة عن طريق التدخل الجوي، لأن العامل اليدوي لم يعد كافيا، وذلك بغية مكافحة الأمراض في الغابات وفي المحاصيل الزراعية. وعبّر بن عيسى عن ارتياحه، خلال أشغال اللجنة الوزارية المشتركة لمكافحة الجراد، لنجاح عملية التصدي للعملية على مستوى 9 ولايات ولاسيما الواقعة على مستوى الجنوب الغربي للبلاد وهي البيض، النعامة، بشار، تندوف، أدرار، الجلفة، الأغواط، غرداية، إليزي وتمنراست، حيث تم التحكم في منعه من الزحف نحو الولايات الشمالية خلال فصل الربيع، ما حال دون تسجيل خسائر في المحاصيل الزراعية. وبينت الشروحات التي قدمها ممثلو هذه الولايات، أن أول حالات تسرب للجراد سجلت في 7 مارس 2013 على مستوى ولاية بشار، ثم تسرب بعدها إلى ولايات أخرى بموجات صغيرة، وقد تم تجنيد 30 فرقة مراقبة برية و224 وحدة معالجة مزوّدة ب5 مروحيات من وزارة الدفاع الوطني وذلك على مستوى 13 ولاية. وسمح هذا الجهاز الذي سخّر لمكافحة الجراد بمراقبة مساحة إجمالية تقدر ب374270 هكتار، بينها 56 بالمائة عن طريق الجو. هذا بالنسبة للمرحلة المسماة فصل الربيع، أما مرحلة الاصطياف التي تبدأ من منتصف شهر جوان إلى شهر أكتوبر، فيبدأ فيها الجراد بالعودة إلى أماكنه الأصلية في بلدان الساحل الإفريقي، ويرتقب أن يعرف الجراد في مرحلة عودته تكاثرا في مناطق عين ڤزام، برج باجي المختار، تمنراست وغيرها. وقد اتخذت احتياطات بتسخير وسائل لحماية المحاصيل (النخيل) أثناء عودته، بوضع 3 مروحيات و19 فريقا لمحاربته، مع فتح ورشات تكوين بتمنراست وأدرار وغيرها والقيام بعمليات تحسيسية وتبادل المعلومات مع 9 بلدان إفريقية.