كان النصف الشمالي للأرض، أمس (الجمعة)، على موعد مع الانقلاب الصيفي وهو اليوم الذي يكون فيه النهار أطول ما يُمكن على مدار العام كاملاً. ويتميز هذا اليوم بأن الشمس تكون عمودية فيه على مدار السرطان، ويمثل هذا الموعد البداية الفلكية لفصل الصيف الذي يمتد على مدى ثلاثة أشهر أي لغاية يوم 21 سبتمبر، رغم أن البداية المناخية المُعتمدة لفصل الصيف بالنسبة للأرصاد الجوية بدأت مع بداية شهر جوان وتستمر إلى آخر يوم من أوت. والجدير بالذكر أن النصف الجنوبي للأرض شهد، في نفس الوقت يوم الخميس أي 20 جوان، موعد الانقلاب الشتوي والليلة الأطول على مدار السنة. وبعد الانقلاب الصيفي تبدأ أشعة الشمس العمودية رحلتها الطويلة جنوبا إلى أن تتعامد على خط الاستواء في 22 سبتمبر، حيث يقصر طول النهار تدريجياً ويزداد طول الليل، إلى أن يتساوى الليل والنهار حينها فيما يسمى بالاعتدال الخريفي. وسيأتي شهر رمضان الكريم هذه السنة بعد أسابيع قليلة من الانقلاب الصيفي، ما سيعني زيادة عدد ساعات النهار والصيام مقارنة مع العام الماضي، حيث يكون عدد ساعات الصيام هذا العام هو الأطول منذ سنين كثيرة. وفي هذا الصدد، أشرفت جمعية الشعرى لعلم الفلك على حدث علمي فلكي تاريخي، بتجديد ما قام به العالم الهيليني المقيم بمصر إيراتوستينس، أمين مكتبة الإسكندرية القديمة قبل 2000 سنة، بقياس محيط الأرض يوم قبل الانقلاب الصيفي، حيث يعد أول عالم يقيس محيط الكرة الأرضية من مدينتي الإسكندرية وأسوان. وتمت العملية بساحة مسجد الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في قسنطينة، بمشاركة 300 مدعو من مختلف الولايات، بالتنسيق وعن طريق “السكايب” مع مكتبة الإسكندرية والجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى جانب الديوان الفلكي بقطاع غزة، وربط الاتصالات لمعرفة نتائج القياسات في كل من جزيرة جربة التونسية، مع رصد نفس العملية في مواقع بوهران وغرداية، حيث استقبلت القياسات وتمت مقارنتها.