المغاربة يعارضون ترأس محامي جزائري لمجلس الديانة لأنه رافع لصالح البوليساريو انتقد دليل بوبكر، عميد مسجد باريس، المسؤولين في فرنسا من بينهم وزير الداخلية مانويل فالس، ”لعدم أخذهم بعين الاعتبار البعد المجتمعي للإسلام”، وقال إن 70 بالمائة من الرأي العام الفرنسي، تحمل موقفا سلبيا من الديانة الإسلامية. واتهم الإدارة الفرنسية ب”إهانة المسلمين”. وذكر بوبكر في مقابلة نشرتها الصحيفة الفرنسية ”لوفيغارو”، أمس، أن الإدارة الفرنسية ”ينبغي أن تدرك أن الإسلام ليس مثل الديانات الأخرى، فوزير الداخلية يجب أن ينظر إلى معيشة مسلمي فرنسا التي تتدهور، ومطلوب منه أن يكون كيميائيا جيدا ليعرف كيف يخلط المواد المتفاعلة بين المسلمين والمجتمع الفرنسي. ولكن في الوقت الحالي، يشهد الوضع تدهورا، مع الأخذ في الحسبان التأثيرات التي أندد بها”. وسئل عما يقصد ب”التأثيرات”، قال دليل بوبكر: ”يخترق الجالية المسلمة ألف ريح وتيار والمال موجود في كل مكان، ومعه التجنيد. أما الرأي العام الفرنسي، فهو سلبي تجاه الإسلام بنسبة 70 بالمائة. هناك إذن حساسية كبيرة، ما يؤدي حتما إلى صدامات مفزعة”. وأضاف: ”ينبغي أن يعطى للحركات الإسلامية المعتدلة، حضور. وما هو مطلوب منا؟ هل المطلوب إحضار طارق رمضان؟”، في إشارة إلى حفيد حسن البنا الذي يرمز للإسلام المعتدل في أوروبا. وانتقد بوبكر الوزراء وكبار الموظفين في فرنسا ”الذين لا يعرفون شيئا عن معاني الثقافة الإسلامية وتاريخها الطويل”. وأفاد بوبكر أن مؤطري الديانة الإسلامية في فرنسا، وهو واحد منهم، ”يؤخذ علينا الصمت والتغيب أمام مشاكل مثل قضية مراح، لذلك من الضروري والحيوي أن يكون المسلمون حازمين في القضايا المرتبطة بالأصولية، وبتسييس الحركات الإسلامية في فرنسا وضد المكائد الإرهابية”. وأضاف: ”ينبغي أن تقطع الجاليات التي لا تبدي مخاوف من الإسلام، صمتها. وبدون هذا، ستظل مشكلة الإسلام مشكلة أمنية”. وحول أسباب رفضه الترشح لعهدة جديدة لرئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، قال دليل بوبكر إن الاقتراع الجهوي الخاص بالمجلس المبني على النظام الانتخابي القديم، أعطى أغلبية ساحقة لتنظيم ”تجمع مسلمي فرنسا” (المقرب من السلطات المغربية)، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بعدم الترشح. واعتبر القرار ”مسألة كرامة”، وقال إنه رشح في مكانه المحامي الجزائري شمس الدين حفيز، الذي وصفه ب”الأكثر أهلية للمنصب”. ويرفض المغاربة شمس الدين حفيز ليكون رئيسا لمجلس الديانة الفرنسية، بحجة أنه رافع لصالح قياديين في بوليساريو. وعن ذلك يقول بوبكر: ”ليس لدي خيار آخر.. فما يؤخذ عليه (حفيز) أنه عالج ملفا كمحامي، وهو أمر بعيد عن رهانات المجلس. وإذا اختار منظمو الانتخابات رئيسا آخر، فهذا شأنهم”. واستبعد بوبكر أن يؤدي الانسداد الذي يعرفه المجلس حاليا، إلى الانفجار. مشيرا إلى أن الناخبين الذين أفرزهم النظام الانتخابي المبني على المساحة التي تحتلها المساجد، هم الذين حققوا النجاح ل”تجمع مسلمي فرنسا”. وتساءل: ”مادام الأمر هكذا، لماذا تريدون من مسجد باريس الكبير أن يعارضه؟.. إنها الديمقراطية وملتزمون بها”. وأبدى بوبكر تذمرا مما وصفه ب”إهانة المسلمين”، فيقول إن ”الإسلام لا يمكن أن يكون حزبا سياسيا فيه أغلبية وأقلية، فالإجماع بين الإخوة ينبغي أن يكون هو السائد وليس نجاح البعض وإهانة البعض الآخر”، يقصد ضمنيا المنظومة الانتخابية في مجلس الديانة الإسلامية، التي تعطي الغلبة لجنسية معينة. وأضاف: ”نتعرض للإهانة، ليس بسبب نوعية الرجال أو المواقف، وإنما بسبب مقاييس الانتخاب الرقمية التي وضعتها الإدارة عند تأسيس المجلس. فالإدارة رأت أنه كلما كانت مساحة المسجد كبيرة، كلما ارتفعت القيمة الدينية. وقلنا من جهتنا، إن نظام المتر المربع قد يصبح مصدرا للنزاع بين الجنسيات الأصلية”.