عاد الخلاف من جديد بين الجاليتين الجزائرية والمغربية في فرنسا عشية انتخاب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ولم يتفق الجانبان حول الشخصية الجديرة بهذا المنصب، وهو ما قد يدفع إلى تأجيل جلسة التعيين المقررة غدا خاصة بعد تهديد عميد مسجد باريس بالانسحاب نهائيا من هذه الهيئة. نقلت وكالة "فرانس برس" عن عميد مجلس باريس، دليل بوبكر، تأكيده إمكانية مقاطعة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في حال أصرّت الجالية المغربية على رفض المرشح شمس الدين حافظ لتولي منصب رئاسة هذه الهيئة خلفا للمغربي محمد موسوي، لكن الجالية المغربية في المقابل ترفض الأخير تحت مبرّر أن الجزائري حافظ محامي يرافع لصالح جبهة البوليساريو التي تطالب بالاستقلال عن المغرب وتقرير المصير. وعلى وقع هذه الأجواء يتواصل الخلاف بين ممثلي الجاليتين الجزائرية والمغربية حول تعيين رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي أسّس الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في العام 2003 عندما كان وزير للداخلية في عهد الرئيس جاك شيراك، وهو هيئة تمثل ما يزيد عن 3.5 ملايين مسلم يعيشون في فرنسا. وبدا التوتر بين الجاليتين منذ تنظيم انتخابات من أجل تعيين الأعضاء الجدد في مجلس إدارة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في الثامن من شهر جوان الجاري، حيث أسفرت النتائج عن سيطرة المقرّبين من المغرب بحصدهم على 25 مقعدا في مجلس الإدارة، ما يعني الأغلبية، في حين حصل المقربون من الجزائر على ثمانية مقاعد فقط، فيما عادت 7 مقاعد إلى أعضاء محسوبين على تركيا. وقد أجريت الانتخابات وفقا لما صرح به محمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في 22 منطقة فرنسية من أصل 25، وشارك فيها 3460 مندوب أي 77 بالمئة من المسجلين والمختارين من قبل 900 مسجد. وقد عرفت عملية الاقتراع مقاطعة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا في آخر لحظة بسبب انقسام داخله بين من يريدون النشاط من داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ومن يريدون البقاء مستقلين عنه. وعلى الرغم من ميل كفة مجلس غدارة المجلس للجانب المغربي إلى أن المعمول به هو انتقال رئاسته إلى ممثل عن الجزائر، لكن تحفظات المغاربة حول شمس الدين حافظ تفتح الباب أمام خيارات أخرى، وتتوقع بعض الأوساط أن يتسلم عميد مسجد باريس دليل بوبكر رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بعد اجتماع مجلس الإدارة المؤلف من 44 عضوا غدا بباريس، لكن أمام هذا الانقسام الجديد القديم يبقى موعد هذا الأحد مفتوحا على كل الاحتمالات.