يزداد المشهد السياسي العام في مصر تشنجا، مع اقتراب المظاهرات التي دعت لها قوى المعارضة الأحد المقبل، وتفاقمت حدة العنف والاشتباكات بين موالين ومعارضين لحكم الرئيس مرسي، ووسط انتشار كثيف لقوات الجيش الذي دفع بمدرعاته إلى الشارع لحماية المنشآت الحيوية، ووضع الجيش خطة للانتشار السريع في محيط المطارات ومحطات المياه والكهرباء، ومدينة الإنتاج الإعلامي والبنوك، كما حلقت المروحيات العسكرية في سماء القاهرة وبعض المحافظات في حركة غير طبيعية للجيش. وأعلن الجيش المصري أن قواته لن تسمح بالاعتداء على المتظاهرين، وسيتم الاعتماد على قوات الصاعقة لحصار البؤر الإجرامية والأماكن التي تختبئ فيها المجموعات التي تهدد معارضي الرئيس مرسي بممارسة العنف ضدهم، كما انتشرت قوات الجيش في مداخل محافظة القاهرة لمنع أي تسلل لعناصر خارجة من المحافظات إلى القاهرة، وكثف انتشاره في محيط قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، وأغلق جميع الأنفاق المؤدية إلى قطاع غزة تحسبا لتسلل عناصر من حماس إلى مصر وقت المظاهرات. وصرح الدكتور عبد الله الأشعل، المرشح السابق في انتخابات الرئاسة المصرية، أن الرئيس مرسي تم انتخابه انتخابا صحيحا وشفافا، وتم إقرار الدستور، وجار بناء المؤسسات، وأن الثورة على رئيس منتخب دون أن نعرف ماذا فعل، وماذا لم يفعل، تعتبر عملية صبيانية، واعتبر أن الدعوة للتظاهر هدفها عرقلة الدولة، والقضاء عليها، مضيفا: “يجب على الجميع أن يدرك بأن هناك فرقا بين الحق في التظاهر، وبين حق المجتمع في الاستقرار، مع التأكيد على أن حق التظاهر السلمي مكفول، ولكن التظاهر على ماذا ؟ التظاهر على عمل تم من جانب الحكومة وانتهى، ثم حكم عليه وقدم بدائل، إنما الاحتجاج على سياسة معينة دون أن تكتمل، هذا ليس له علاقة بالحق في التظاهر”. وأوضح في تصريح ل “الخبر”: “ ليس هناك حظر لدعوات الانتخابات المبكرة، ومن حق أي مواطن أن يسعى لانتخابات مبكرة”، منتقدا دعوة قيادات جبهة الإنقاذ جموع الشعب المصري للمشاركة في مظاهرات الأحد المقبل، للمطالبة برحيل الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقال: “عندما يطالب سياسي كبير بانتخابات مبكرة، هنا يجب أن أقف أمامه وأحاسبه، وأبحث إذا كانت هذه الدعوة ستحل مشكلة وطن أم تعقد الأوضاع، وإذا كان يعتقد أن دعوته لإجراء انتخابات مبكرة ستكسبه، فإنه مقامر والقمار ليس له لا حسابات ولا قواعد”. وفي سياق ذي صلة، قالت مي وهبة، عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد، ل “الخبر”، إن الحركة جمعت إلى الآن 17 مليون توقيع، لإسقاط الرئيس مرسي الذي فقد، حسبها، شرعيته بعدما قتل المصريين وخان مطالب الثورة، مشيرة إلى أن الثورة تسير وراء مبادئ وأفكار وليس أشخاصا، وشعارات الثورة المصرية هي “خبز، حرية وعدالة اجتماعية”، والإخوان المسلمون لم يحققوا أيا من هذه المبادئ وتحالفوا مع فلول النظام السابق لإجهاض الثورة ومطالبها. وأضافت: “مرسي الآن رئيس بلا شرعية وعليه أن يرحل حقنا لدماء المصريين، وأن يتوقف هو وجماعته عن تهديدنا بالعنف، فنحن حتى الآن لم نتحدث سوى عن سلمية ثورة الأحد المقبل، وهم لا يتحدثون إلا عن العنف والسلاح والتكفير والقتل”.