مناوشات وملاسنات وتخوف من انزلاق الوضع وصلت أزمة الوقود إلى العديد من محطات التوزيع بالشلفوالجلفة خلال الأيام الأخيرة، في حين تتواصل معاناة أصحاب المركبات في كل ولايات غرب البلاد، حيث علقت العديد من المحطات الأنابيب فوق آلات الضخ، ويجرى المواطنون في كل الاتجاهات لملء خزانات سياراتهم. تشكلت طوابير طويلة بمحطات مدينة الشلف التي تعرف ندرة في مادة الوقود بأنواعها خاصة المازوت، عكس الجهة الغربية للولاية خاصة بلديات بوقادير وواد سلي فإنها تشهد ندرة في مادة المازوت مع توفر البنزين بمختلف أنواعه، وقد تحدث بعض عمال محطات الوقود عن توافد شاحنات مجهزة بخزانات مضاعفة يتم تعبئتها بمبلغ يتجاوز مليون سنتيم، مما أثار الشكوك حول وجهة هذا الوقود الذي يكون مصيره التهريب. وقد تفاقمت هذه الأزمة أكثر في ظل انتشار إشاعات تؤكد وجود هذه الندرة، الأمر الذي دفع بالبعض إلى التزود بكميات مضاعفة، حيث أدى ذلك إلى نفاذ المخزون بهذه المحطات في زمن قياسي وبالتالي كثرة طوابير السيارات بها طوال اليوم. وقد تزامنت هذه الأزمة مع انطلاق حملة الحصاد التي تتطلب كميات كبيرة من الوقود خاصة مادة المازوت المستعمل في تشغيل الحاصدات والجرارات، إضافة إلى تنقلات أصحاب السيارات خلال موسم الأعراس والمناسبات العائلية التي تضاعف عددها قبل حلول شهر رمضان. وتبقى الوضعية على حالها في مجموع ولايات غرب البلاد للأسبوع الثاني على التوالي، حيث وجه مسيرو المحطات ال70 في ولاية وهران، نداء للسلطات العمومية لتوضيح الوضع، وهذا بالنظر إلى المناوشات التي صارت تحدث يوميا بين المواطنين وعمال المحطات التي تتواصل الطوابير فيها حتى في الليل بالنسبة لتلك التي تضمن المناوبة الليلية، في حين وجه فلاحو ولاية تيارت نداء استغاثة إلى وزير الطاقة والمناجم، بسبب المشكلات التي يواجهونها مع ندرة المازوت في عز أيام حملة الحصاد والدرس، ويخشون أن تتواصل الندرة فيضطروا للعودة إلى الطرق التقليدية للحصاد بالمناجل. ويذكر أن الولاية تتوقع هذه السنة مردودا قياسيا من القمح بمختلف أنواعه، وكانت محل زيارة وزير الفلاحة الأسبوع الماضي لتشجيع الفلاحين، لكن معاناتهم للحصول على الوقود لتشغيل الحصادات صارت ترهقهم، علما أن آلة حصاد واحدة تستهلك يوميا قرابة 200 لتر من المازوت. أما في تلمسان، فيخشى الناس أن تنزلق الأمور نحو الاسوأ بعد “التحرشات الصادرة من وراء الحدود” والغضب المتنامي لسكان مختلف مدن الولاية، الذين اعتصم عدد منهم للمرة الثانية منذ ظهور الأزمة، أمام مقر ولاية تلمسان، للتنديد بالوضع والمطالبة بوضع حد “للممونين الفعليين للحلابة”. الشرطة تتدخل لتنظيم الطوابير بالجلفة تشهد أغلب محطات توزيع الوقود بأنواعه بمختلف بلديات ولاية الجلفة خاصة الواقعة على الطريق الوطني رقم 1: عين وسارة، الجلفة، حاسي بحبح ومسعد منذ يومين طوابير غير عادية وصلت في بعض الأماكن إلى كيلومترات وأدت إلى تعطيل حركة المرور وإثارة الفوضى بسبب نقص تزويد هذه المحطات بالوقود، ما جعل أعوان الشرطة يتدخلون من أجل تنظيم وتحديد أماكن الانتظار. وأكد العشرات من أصحاب السيارات والمركبات في تصريحهم ل“الخبر” أنهم اضطروا للانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة بسبب عدم تمكنهم من التزود بالوقود. ولم تقتصر الأزمة على أصحاب السيارات والمركبات المقيمين في بلديات الولاية بل حتى مستعملي الطريق القادمين من الشمال إلى الجنوب والعكس، خاصة أن الطريق الوطني رقم 1 يشق العديد من البلديات نصفين ويشهد حركة مرور نشطة، فتسببت الأزمة في اضطرار الكثير منهم للإقامة في الجلفة لأكثر من يومين بعد أن يئسوا من تزويد مركباتهم بالوقود. من جهة أخرى أكد مصدر مسؤول من مديرية الطاقة أن الأزمة لا تقتصر على ولاية الجلفة بل هي أزمة وطنية، وأن المشكلة مرتبطة بمركز التزود المتواجد بالبليدة الذي يبقى المصدر الوحيد للمحطات المتواجدة عبر الولاية.