تكشف المعطيات الأولية لنتائج بكالوريا هذه السنة، أن معدلات الالتحاق بتخصصات الطب والمدارس العليا مرشحة للانخفاض، بالنظر إلى تراجع عدد الناجحين ب14 بالمائة، ما يخفف الضغط عن المؤسسات الجامعية من جهة وكذا تقلص حاملي هذه الشهادة بتقدير مقارنة بالناجحين السنة الماضية، وهي مؤشرات تعطي الحظ لحاملي معدلات 14 من 20 بإمكانية التوجه نحو التخصصات المذكورة، بعد أن حال العدد الهائل للناجحين بمعدلات تفوق 15، السنة الماضية، دون التحاقهم بها. يتجه اهتمام الناجح في البكالوريا كل سنة بعد استفاقته من فرحة النجاح، إلى التخصصات التي يؤهلها له معدله العام، وهي معدلات لا تضع لها وزارة التعليم العالي ضوابط محددة لأنها تختلف من سنة إلى أخرى وتتوقف عند عدد الناجحين بتقدير، يتم من خلالها توجيه حاملي هذه المعدلات بمنح الأولوية للأعلى معدلا لتوجيهه نحو التخصصات المذكورة، ويتوقف عند قدرة استيعاب المؤسسات الجامعية المخصصة لهذه الأخيرة. وبتطبيق هذه المعايير ولو ”فرضيا” كون نتائج التوجيه تظهر بعد التسجيلات الأولية وانطلاق مرحلة التوجيه، فإن تراجع عدد الناجحين في البكالوريا ككل، من شأنه تخفيف الضغط أولا عن المؤسسات الجامعية، حيث بلغ عدد الناجحين هذه السنة 171397 ناجح بعد أن كان السنة الماضية 230989 بفارق وصل 59592. كما كشفت النتائج المعلن عنها عن تراجع عدد الناجحين بتقدير ”جيد ” و”قريب من الجيد”، فبعد أن كان عدد هؤلاء السنة الماضية 84321 تقلص هذه السنة وتوقف عند 51023. أما الحاصلون على تقدير ”جيد جدا” هذه السنة، فقد بلغ عددهم 1214 ;سجلوا بدورهم تراجعا بالعودة إلى نتائج السنة الماضية التي بلغ فيها العدد 4377 بفارق وصل 3161 ناجح، فيما بلغ الفارق في الناجحين بتقدير ”ممتاز” 58، حيث نزل العدد إلى 5 ناجحين فقط بعد أن كان 63 العام الماضي. ومن خلال القراءة الأولية للأرقام، يتضح جليا أن معدلات الالتحاق بالتخصصات المهمة مرشحة لا محالة هذه السنة للانخفاض، وهنا يشار إلى أن معدل الصيدلة الذي يعد التخصص الأول من حيث المعدل الأعلى للالتحاق به، توقف السنة الماضية عند15.37 وهو المعدل الذي سجل انخفاضا مقارنة بنتائج 2011 ولو طفيفا، كون النتائج تراجعت نوعا ما خاصة للناجحين بتقدير، أما معدل الطب فبلغ 15.49، فيما توقف عند 15.45 بالنسبة لجراحة الأسنان. ويضاف لتراجع النتائج ميزة أخرى من شأنها بعث راحة أكبر لحاملي معدلات أقل من المذكور، قد تصل إلى 14 من 20 وهي فتح كلية الطب الجديدة بالعاصمة التي سبق وأعلن وزير التعليم العالي، رشيد حراوبية، أنها تتسع ل10 آلاف طالب، وهو نفس الحظ الذي قد يحالف الناجحين هذه السنة بتقدير للراغبين في الالتحاق بالمدارس العليا التي تقدم نمطا تكوينيا عالي المستوى وتشترط معدلات مهمة للالتحاق بها، على أن تتضح الصورة أكثر عند مرحلة التوجيه بعد انطلاق التسجيلات الأولية هذا الأحد.