عادت صور زلزال 21 ماي 2003 إلى أذهان العاصميين فجر أمس بعدما اهتزت بهم الأرض، وجعلت العديد منهم يغادرون بيوتهم، فيما فضل آخرون البقاء في الشارع إلى غاية الصباح، بينما لم تنقطع المكالمات الهاتفية بينهم للاطمئنان على بعضهم البعض. الهزة الأرضية التي سجلت في حدود الرابعة فجرا بشدة 5.1 درجة، دامت حوالي 15 ثانية، كانت كفيلة بإخراج سكان العاصمة من بيوتهم، خاصة أنها تزامنت مع فترة السحور حيث كان معظم السكان مستيقظين، الأمر الذي تسبب في حدوث حالة هلع وخوف، حتى أن هناك من ألقوا بأنفسهم مثلما حدث مع عامل بورشة في العاشور، قام بإلقاء نفسه من الطابق الثاني الأمر الذي سبب له كسورا، في حين أصيب آخرون بكسور نتيجة انزلاقهم أثناء محاولتهم الخروج من المنازل. وخرج سكان البيوت القصديرية والعمارات الهشة إلى الشوارع، خوفا من انهيار بيوتهم على غرار أحياء القصبة وبلكور وحي النخيل وديار الشمس، أين أمضى العديد منهم بقية الليل في الشوارع خوفا من تكرار الهزة، بينما قال عدد من قاطني الطوابق العليا بالعاشور وبوزريعة والشراعبة أن شدة الهزة تسببت في سقوط الأواني المنزلية، بينما لم تسجل مصالح الحماية المدنية أي خسائر بشرية. كما تسببت الهزة في إحداث في حالة هلع في تسالة المرجى خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي مباشرة مع الهزة، وهو ما زاد من مخاوف السكان. أما في عين النعجة فقد غادرت العائلات على متن سياراتها خارج العاصمة إلى الأقارب، خوفا من حدوث كارثة خصوصا أن شدة الهزة كانت قوية على سكان العمارات تحديدا. وهرعت النسوة وكبار السن والأطفال خارج منازلهم إلى الشارع بسبب حالة الذعر الشديد. كما اضطر عدد كبير من المواطنين إلى شرب المياه بعد حالة الصدمة التي تلقوها، رغم أن الهزة تزامنت مع وقت الأذان الفجر. وتزامن اهتزاز الأرض مع أداء العديد من المواطنين لصلاة الفجر داخل بيوتهم، ما دفع بهم إلى قطع الصلاة خوفا من “الزنزلة” التي جعلتهم يسترجعون ذكريات 2003. وعرفت معظم المساجد أثناء صلاة الفجر اكتظاظا غير مسبوق، حتى أن الزائر لبيوت الله يظن نفسه في صلاة التراويح. مباشرة بعد الهزة عرفت شبكات الهاتف النقال نشاطا بفعل سيل المكالمات التي أجراها العاصميون للاطمئنان على ذويهم وأقاربهم، بعدما انتشر خبر الهزة الأرضية عبر القنوات التلفزيونية وصفحات الفايسبوك، وما زاد من قلقهم تضارب الأنباء بخصوص تحديد مركزها حيث ظنوا في بداية الأمر أنها بعين البنيان قبل أن يتضح أنها بالبليدة. وعرف موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” هو الآخر نشاطا كثيفا صبيحة أمس كسر الركود الذي لازمه مع رمضان، حيث تصدرت أخبار الهزة الأرضية الصفحات، في حين فضل العديد من الناشطين نشر دعاء الزلازل، بينما لم يجد آخرون حرجا في إنشاء صفحات خاصة بالهزة مثل “الزنزلة اللي ضربت مقبيل” و“الزنزلة الي ظربت في رمضان معا الصحور” و“الزنزلة لي دربت جوست مور لفجر”، تناول فيها الفايسبوكيون خبر الهزة بكثير من الطرافة في حين راح بعضهم يتهكمون “عودة الرئيس بوتفليقة جلبت معها الزلزال”. 4 جرحى في العاصمة وحسب مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر فإن الهزة خلفت 4 جرحى، وحسب المكلف بالإعلام الملازم الأول سفيان بختي، فإن الأمر يتعلق بشاب يشتغل بناءً بالعاشور، ألقى بنفسه من الطابق الثاني خوفا من الهزة، ما أدى إلى إصابته بكسور على مستوى الأطراف السفلية، كما سجلت إصابات لأشخاص أثناء محاولتهم الخروج من المنزل في كل من براقي والمعالمة والدويرة. كما تم تسجيل حالات لمواطنين أصيبوا بفزع بسبب الهزة في كل من الجزائر الوسطى وسيدي موسى، وتم نقل جميع الضحايا من طرف مصالح الحماية المدنية، في حين تم تسجيل تدخل على مستوى حي القصبة لعائلة خشيت انهيار بنايتها الهشة، إلا انه من حسن الحظ لم يتم تسجيل أي انهيارات.