بعد أن كان الإقبال في الأيام الأولى من رمضان على حلويات القطايف وقلب اللوز، تحوّل الطلب إلى الحلويات الجاهزة عشية عيد الفطر، والغاية حفظ ماء الوجه أمام الضيوف. أصبحت ربات البيوت تتقاسمن اقتناء الحلويات الجاهزة مع العاملات، مثلما أشار رضا المالك لمحل متخصص في صنع الحلويات، فخبرة ثلاثة عشر سنة، كشفت له الإقبال المتزايد سنة بعد سنة، على حلويات المحلات، أغلبهن موظفات حال ضيق الوقت والإرهاق في شهر رمضان، دون مزاولتهن صناعة الحلويات الجزائرية، والباقي ماكثات في البيوت وحتى عجائز، فحتى والدة رضا كما قال، تقتني حلويات جاهزة، فلا ظروفها الصحية ولا مسؤولياتها المنزلية تسمح لها بصنع الحلويات اليدوية. وتبدأ الطلبات على الحلويات الجاهزة في الأسبوعين الأخيرين من رمضان، حسب القدرة الشرائية لكل سيدة، كما أوضح مسيّر إحدى المحلات، فمن الحلويات المصنوعة بالفول السوداني، التي لا يتجاوز ثمن الحبة منها 30 إلى 40 دينارا، إلى الحلويات المصنوعة باللوز والجوز التي يصل ثمنها 60 و80 دينارا. في حين يكثر السؤال عن الحلويات التقليدية الخالصة، كالبقلاوة والدزيريات التي تفضل بعض النسوة اقتناءها في اليومين الأخيرين لرمضان، بحيث تشتري الحلويات المعروضة في المحل دون أخذ عناء طلبها مسبقا. وتستنجد العديد من الباحثات عن الحلويات الجاهزة ب “الحلواجيات”، بالاستناد إلى معيار السعر المنخفض مقارنة بأسعار المحلات، وكذا معيار الضمان وإرضاء مختلف الأذواق. وهذا ما أوضحته السيدة قانون، التي حملت لقب حلواجية لسنوات، فزبوناتها يحجزن في قائمة حلويات العيد منذ العشر الأواخر من رمضان، ليتسلموها يومين قبل عيد الفطر، وقد وصل عدد الحلويات المطلوبة 900 حبة، من بين صاحباتهن 4 ماكثات في البيوت، اللائي تعوّدن على اقتناء الحلويات التقليدية والحديثة وبالأخص الحلويات الجافة، التي أضافت صانعة الحلويات مريم، بشأنها أنها أكثر حلويات العيد طلبا، إلى جانب آخر ما أنتجته مطابخ الحلويات كحريم السلطان، السبولة ، المريوحة، التي تميّز موائد العيد. وتراعي “الحلواجيات” غالبا زبوناتهن في أسعار الحلويات، فالحلويات الجافة كما ذكرت مريم، يتراوح ثمنها بين 25 و40 دينارا، في حين يبلغ ثمن الحلويات التقليدية كالعرايش والتشاراك المصنوعة باللوز 60 دينارا. ومع ذلك لا تزال الكثير من العائلات تحافظ على تحضيرها في البيت، على غرار حورية التي ردت علينا قائلة: “لو كان ما نطيّبش بيدي ما نستبنش”، بهذا وصفت حورية الحلويات اليدوية، “فتحرحيرة الڤاطو”، حسبها لا تعوّض، واقتناء علبة صغيرة من الحلويات الجاهزة نظرا لغلاء ثمنها لا يكفي، حسبها، حتى لاستقبال الضيوف بصينية واحدة، والوفرة في الحلويات المنزلية تسمح بتبادلها مع الضيوف والعائلة وحتى الجيران.