المجتمع الجزائري بحاجة إلى مراجعة مصطلحاته تجاه المرأة تحدثت كل من مينة لشطر ومليكة بلباي وليلى توشي، اللواتي نزلن ضيفات على “الخبر” رفقة المخرج يحي مزاحم، عن تجربتهن الفنية خلال شهر رمضان مع أعمال “جارتي” التي تطلّ على شاشة التلفزيون الجزائري، وسلسلة “الزهر مكانش2”. وقال المخرج يحي مزاحم أن تجربة القنوات الخاصة لا تختلف كثيرا عن تجربة التلفزيون الجزائري، سيما من ناحية الرقابة، لأن الجمهور واحد في النهاية ويتكوّن أساسا من العائلات الجزائرية. قال يحي مزاحم أن سلسلة “الزهر مكانش.” تحمل العديد من الرسائل التي تدعو لحرية المرأة. ورفض الاتهامات التي تقول بأن فكرة السلسلة مقتبسة من عمل مصري، وقال: “إنها تجربة عالمية انتقلت إلى سوريا، قادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم تطورت الفكرة حتى وصلت إلى مصر، ونحن قررنا تناول الموضوع من زاوية جزائرية”. وقالت مينة لشطر في هذا الإطار، إنها لم تشاهد السلسلة المصرية “عيزا اتجوّز”، وأضافت أن ما يميّز شخصية رزيقة في السلسلة يتمثّل في كونه دور مركب يبتعد تماما عن شخصيتها الحقيقية، وهي فتاة لديها مستوى علمي جيد. ويبقى المغزى من عنوان “الزهر مكانش2” حسب لشطر، هو غياب الحظ في الحياة سيما تجاه الأسرة التي تحاول تقييد حرية المرأة وتنظر إليها على أنها مجرد كيان سلبي خلق فقط للزواج وإنجاب الأطفال. من جهتها، قالت الممثلة ليلى توشي التي أدت دور ابنة خالة “رزيقة” في سلسلة “الزهر مكانش2”، أن الحياة الاجتماعية للمرأة الجزائرية أصبحت تختلف عن النظرة التقليدية التي ترى في المرأة كائنا خلق فقط للزواج. وأضافت: “ابنة خالة رزيقة لديها الجرأة على الاستهزاء منها، فقط لأنها غير مخطوبة”، وتؤكد ليلى أن أبرز ما يميز السلسلة عن باقي الأعمال العربية التي تناولت موضوع العنوسة هي اللغة والمصطلحات التي تستخدمها الشخصيات. وفي هذا الإطار، أوضح المخرج مزاحم أن مصطلح “بايرة” عبارة عن خطإ اجتماعي. وقال: “أردنا انتقاد المجتمع والأسرة التي تقوم على تعزيز فكرة الزواج في ذهن المرأة”، وهو ما اعتبرته مينة لشطر علامة من علامات “الحڤرة”، وقالت: “لا أكرر كلمة “بايرة” أكثر من مرة واحدة. وإذا كان لديّ أدنى شك بأن مصطلح “بايرة” عيب لرفضت الدور جملة وتفصيلا”. موضحة أن مشكلة العنوسة في الجزائر أصبحت خيارا وليس قدرا. وتتفق الفنانة مليكة بلباي مع الطرح الذي تناولته السلسلة، سيما فيما يخص المصطلحات، حيث قالت: “إنه تطهير للمجتمع وتقزيم للمصطلحات التي تصنع شرخا في المجتمع كمصطلح بايرة”. وأضافت:«هناك كلمات جارحة يستخدمها المجتمع ضد المرأة العانس والمطلّقة”. وأضافت: “لا يوجد جرأة لدى المجتمع للحديث عن سلبياته”. وقال يحي مزاحم أن الجزء الأول تم الإعداد له قبل رمضان بشهر. وكشف أنه لا يفكر حاليا في إعداد الجزء الثالث للسلسلة. وقال: “يجب أن نبحث عن أفكار جديدة”، وهو ما أكّدت عليه مينة لشطر: “أعتقد أن عرض الجزء الثالث سوف يدفع نحو الملل حاليا”. سلسلة “جارتي” الأولى من نوعها في الجزائر قال يحي مزاحم، أن سلسلة “جارتي” تعد عملا تلفزيونيا جزائريا خالصا وليس تقليدا، وهي مستقاة من الواقع الجزائري المعيش، وفكرتها تعود للمدير الفني بشركة “اليغوري” إلياس حملة. وذكرت الممثلة مليكة بلباي، أن السيناريو والديكور الجزائري القديم كان وراء التحاقها بطاقم “جارتي” رغم العروض الدرامية التي تلقتها من مخرجين آخرين، والتي قالت بشأنها أنها لم تكن مقنعة. مشيرة إلى أن توجّهها للكوميديا ليس من أجل الضحك فقط، بل من أجل تمرير معايشة الواقع الجزائري. كما أكدت مينة لشطر، أن هذه السلسلة جزائرية مائة بالمائة، وأعطتها خبرة أخرى في مجال التمثيل الكوميدي، كما لم تخف ذات الممثلة تخوفها من لعب دور سليمة في بداية العرض، حيث قالت “كنت جد متخوفة، لأني لم أكن قد خرجت نهائيا من الدور الذي لعبته في سلسلة “الزهر ماكاش”، رغم اختلاف الأدوار في السلسلتين، لكني وافقت ولعبت الدور بفضل النصائح التي تلقيتها من قبل الممثلة الكبيرة دليلة حليلو ومليكة بلباي، بالإضافة إلى باقي طاقم السلسلة. وأكد ضيوف “الخبر” أن الهدف الأساسي من تمرير مثل هذه القصص إلى الشاشة يهدف بالدرجة الأولى لإعطاء المرأة الجزائرية مكانة أحسن في المجتمع. مهنة التمثيل في الجزائر بالنسبة للمرأة أرجعت الفنانة مليكة بلباي صعوبات انخراط المرأة في مجال التمثيل في الجزائر إلى الثقافة والأخلاق. وقالت عن تجربتها الشخصية: “أنا من مدينة داخلية هي تيارت، وتعلمت فن المسرح بالمسرح الهاوي، ودرست اختصاص الإخراج المسرحي لمدة خمس سنوات والحمد لله لم تعترضن أي صعوبات”. وأضافت: “الطريق شاق ويجب أن يكون نابع من حب الفن والإيمان بالرسالة”. وبالنسبة للممثلة مليكة بلباي، فإن أصعب المشاكل التي يواجهها الممثل، سواء امرأة أو رجل، هو اختيار الشخصيات، حيث تبدأ رغبة الفنان في البحث عن شخصيات جديدة يؤديها، ويقرر الفنان الاعتكاف للبحث عن سيناريوهات تمنحه فرصة الظهور في صورة ناجحة. وقالت الممثلة ليلى توشي إن إرادة المرأة في الدخول إلى عالم الفن يحتاج إلى صمود وقوة إرادة. وأكدت أن العائلة الفنية تتمتع بالتكافل في الجزائر، حيث يقدّم الفنانون النصائح لبعضهم البعض. مضيفة “كثيرا ما ألجأ إلى زملائي لأخذ النصيحة”. وبالنسبة للمخرج يحي مزاحم، فإن الممثل الجيد، سواء كان رجل أو امرأة هو أساس العمل الإبداعي التلفزيوني والسينمائي، وقال: “أنا من دون ممثل جيد لا أستطيع العمل، فدور الممثل أقوى من النص في كثير من الأحيان”. ..إنها تجربة عالمية انتقلت إلى سوريا، قادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم تطورت الفكرة حتى وصلت إلى مصر، ونحن قررنا تناول الموضوع من زاوية جزائرية أصداء الندوة - 700 ألف معجب على اليوتوب لأغنية “بايرة” معظمهم من الرجال. - سلسلة “سعد القط” قد تعود في أي لحظة إلى شاشة التلفزيون. - قناة عربية سرقت فكرة “جارتي” رغم أنها فكرة جزائرية خالصة من تأليف الياس هملة. n الرهان الكبير كان على الديكور في سلسلة “جارتي” - لم تتعرض سلسلة “جارتي” إلى الرقابة، لكن تم حذف بعض المشاهد لضيق المساحة الزمنية. قالوا عن أدوارهم مليكة بلباي في سلسلة جارتي “العرض الوحيد الذي قدم لي هذا العام” أكدت الفنانة مليكة بلباي، أن شخصية ريمة عنتري التي تقوم بأدائها في سلسلة “جارتي” هي من الشخصيات الموجودة بقوة في مجتمعنا الجزائري. كما قالت: “هناك كثيرات منهن في الجزائر يفضّلن العيش في عالم وهمي”. وقالت ذات الممثلة أنها لم تتلق الكثير من العروض هذا العام. موضحة أنها رفضت المشاركة في بعض الأعمال الدرامية لهذا رمضان لعدم اقتناعها بالقصة ولا بالدور الذي عرض عليها. وقالت: “أريد التريث وأرفض الظهور في كل شهر رمضان بنفس الشخصية”. وعن تجربتها مع الكوميديا في سلسلة “جارتي” والتي تعتبر الثانية من نوعها لها بعد تجربتها مع “سوسو ونونو” قالت: “الكوميديا عمل صعب، يحتاج إلى ذكاء شديد من المخرج والممثل، كي لا يسقط العمل في فخ التهريج”، وأضافت: “لقد وجدت في الدور والعمل روح جديدة، سيما وأنه الأول من نوعه في الجزائر، ويقدّم قصصا يومية تعيشها معظم العائلات والأحياء الجزائرية”. مينة لشطر عن دور “رزيقة” في سلسلة “الزهر مكانش” “الكوميديا مجرد بداية لمشواري” أكدت الممثلة مينة لشطر أن دورها في سلسلة “الزهر مكانش” أعطاها فرصة كبيرة وهامة لإبراز موهبتها في مجال الكوميديا. وأوضحت أنها تعلّمت كثيرا من دور رزيقة. وأكدت أنها تطمح في خوض تجربة جديدة في الدراما. وقالت ذات الممثلة التي تخرجت من كلية الترجمة، أن مشروعها في الحياة هو التمثيل واعتبرت أن الهوس بالتمثيل كان يرافقها منذ كان عمرها 13 سنة”، وأضافت: “لم أواجه المشاكل، خصوصا أنني تلقيت دعما من الأسرة، واستفدت كثيرا من تجربتي المسرحية مع حركة مسرح القليعة”. ليلى توشي عن دورها في سلسلة “الزهر مكانش” “عالم التلفزيون كان حلما قديما” قالت الممثلة ليلى توشي، أن سلسلة “الزهر مكانش”، فتحت لها الأبواب لدخول عالم التلفزيون الذي كان حلما قديما بالنسبة لها، واعتبرت أن عالم التلفزيون يبقى محطة هامة يجب أن يخوضها أي فنان. وقالت: “أنا محظوظة لأن اقتناع المخرج يحي مزاحم جاء بعد كاستينغ أجراه خلال الموسم الأول للسلسلة”. وأضافت أن التلفزيون مسؤولية. وعن مسارها الفني، قالت ليلى أنها بدأت التمثيل وهي في سن العشر سنوات، قبل أن تقرر دراسة التمثيل والموسيقى وتصبح فيما بعد عضو في فريق الممثلين بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي وتشارك في أعمال هامة، منها “نجمة” المقتبسة من نص كاتب ياسين وإخراج أحمد بن عيسى. المخرج يحي مزاحم “لم أتعلم كيف أكون تاجرا في مجال الفن” أكد المخرج يحي مزاحم أنه سعى طيلة مسيرته في الإخراج التي مرت عبر عدة محطات هامة، منها سلسلة “سعد القط” وصولا إلى سلسلة “جارتي” و«الزهر مكانش” وغيرها من الأعمال، إلى أنه يرفض التعامل بمنطق التجار كما قال: “العائلة الجزائرية هي مرجعيتي الفنية”. وأضاف: “ثقافتي لا تسمح بإزعاج العائلة الجزائرية بعرض مشاهد أو تبني أفكار تخدش القيم الاجتماعية الجزائرية”. وأكد أن الإنتاج الفني سواء التلفزيوني أو السينمائي في الجزائر يعرف فوضى كبيرة، خصوصا من ناحية ترتيب أجندة البرامج، موضحا “معظم المخرجين والكتّاب لا يفكّرون في الكتابة إلا عندما يتأكدون أن هناك أرضية لمشروع ولقناة تتبنى المخرج”. ومن هذا المنطلق، دعا إلى ضرورة أن يكثف المهتمون بمجال الإبداع التلفزيوني والسينمائي في الجزائر من جهودهم من أجل وضع سياسة تخدم الثقافة الجزائرية، كما قال: “نحن بحاجة إلى سياسة ثقافية جزائرية ولا أعتقد أن ذلك يتحقق إلا بوجود إرادة سياسية من طرف الدولة لدعم قاعات السينما والدراما التي تشكّل حلقة هامة من السيادة الوطنية وتحافظ على الهوية الجزائرية”.