أؤيد موقف الممثلات الجزائريات الرافضات لمشاهد القبلات حدثتنا الممثلة الشابة مينة لشطر في هذا الحوار الذي أجرته مع « النصر « عن أولى مشاركاتها السينمائية و التلفزيونية في كل من فيلم « نورمال» للمخرج مرزاق علواش الذي أثنت عليه ممن ناحية قيمته الفنية كعمل يتطرق لقضايا الشباب في المجتمع الجزائري و يسلط عليها الضوء عن كثب ، و في سلسلة « ساعد القط» التي سجلت فيها أول ظهور لها على شاشة التلفزيون مع المخرج يحي مزاحم ، معربة عن مدى سعادتها لمشاركتها فيها في دور أساسي أدخلها لبيوت الجزائريين من أوسع الأبواب خاصة أن العمل بث في شهر رمضان، وهي متشوقة لتصوير الجزء الثالث منه. حدثينا عن آخر أدوارك في فيلم « نورمال» للمخرج مرزاق علواش الذي عرض مؤخرا في مهرجان وهران؟ -أجسد في فيلم « نورمال» شخصيتين متداخلتين الأولى هي ممثلة تقوم بأداء دور مخرجة في فيلم قصير داخل الفيلم الأساسي و الذي يعتبر أول تجربة سينمائية لمجموعة من الشباب، الذين يقررون إعادة النظر فيه من جديد بعد تصويره و إضافة بعض المشاهد الجديدة عليه، و ذلك بناءا على رغبة مخرجه و كاتبة السيناريو اللذان يجسد دوريهما كل من الممثل نجيب أولبصير و الممثلة عديلة بن ديمراد، حيث يقومان باستدعاء كل الممثلين الذين شاركوا فيه لعرضه أمامهم للمرة الأولى و مناقشة مختلف مشاهده. حينها يتفاجآن بالعديد من المشاهد الجريئة نوعا ما و الذي جسدها زوجي في الفيلم الذي قام بدوره الممثل نبيل عسلي، رغم اتفاقنا السابق بعدم تصوير مثل هذه المشاهد. إذ يعتبر هذا المبدأ من بين الأفكار الأساسية التي يقوم عليها فيلم « نورمال» ، الذي يطرح المشكلة التي يعانيها العديد من المخرجين في الجزائر مع الممثلين الذين يرفضون تمثيل المشاهد الحميمية . و لكل أسبابه و مبرراته التي تتفق حول ضرورة احترام طبيعة المجتمع ، الذي لا يتسامح مع مثل هذه الأمور عندما يراها في الأعمال الجزائرية غير أنه يتقبلها بشكل عادي عندما يراها في الأفلام الأجنبية و المدبلجة.وهذا ما أراد المخرج مرزاق علواش إبرازه من خلال مشهد المخرجة الغاضبة بسبب انسحاب أحد الممثلين من العمل و رفضه تصوير مشهد قبلة مع ممثلة فرنسية اضطر الفريق للاستعانة بها لأن الممثلات الجزائريات لا يقبلن بتمثيل هذه الأدوار، و بصراحة هذا موقفي أنا أيضا كممثلة جزائرية. ما رأيك في الجدل الذي أحدثه فيلم «نورمال» أثناء عرضه بمهرجان الفيلم العربي بوهران ؟ -شخصيا لم تصادفني أية مشاكل مع الصحفيين.. فيما يتعلق بالمخرج مرزاق علواش فأظن أن المشكلة قديمة بينه و بين أحد الصحفيين الذي طلب منه طرح بعض الأسئلة عن الفيلم و رفض الإفصاح عن إسم الجريدة التي ينتمي إليها، لأنه على ما يبدو سبق لتلك الجريدة أن انتقدت المخرج و هاجمته منذ فترة وجيزة ، فرفض بدوره الإجابة على أسئلته و فجأة انتفض كل الصحفيين الذين كانوا في القاعة و غادروا غاضبين.. وهو التصرف الذي فاجأني ولم أفهمه تماما لأن الفيلم يفترض أن يكون فخرا للجزائر، فلم يسبق أن شاهدت فيلما يتحدث عن الوطن بهذا الشكل، لأن علواش تطرق فيه للعديد من المواضيع التي تهم الشباب الجزائري و سلط عليها الضوء بصورة مباشرة. هل تعتقدين أن المشاهد الحميمية التي تضمنها الفيلم هي أحد الأسباب التي فجرت الجدل؟ -لا أعتقد أن هذا هو السبب .. أولا الفيلم لم يتضمن أبدا مشاهد جريئة جدا، بل مجرد لقطات لقبلات و ملاطفات بين اثنين يفترض في الفيلم أنهما يحبان بعضهما لا أكثر.. و ثانيا شاهدت في نفس المهرجان العديد من الأفلام التي تضمنت مشاهد جريئة بالفعل، و مع ذلك لم تشهد القاعة لا احتجاجا و لا استياء لا من قبل الصحفيين و لا الجمهور . تعرف عليك الجمهور أولا في دور سامية في سلسلة « ساعد القط» في جزئه الأول و الثاني كيف كانت هذه التجربة مع المخرج يحيا مزاحم؟ -أول وقوف لي أمام الكاميرا كان في فيلم « نورمال» في 2009، و لكن أول ظهور لي كان في التلفزيون من خلال دور أساسي في سلسلة «ساعد القط» . و قد كان هذا العمل فرصة ثمينة طالما انتظرتها خاصة أنني كنت أرفض دخول أي «كاستينغ» لأنني لم أكن أرغب في بدايتي أن أقوم بأدوار ثانوية و أنا متأكدة بأنني أستطيع القيام بما هو أفضل، إلى أن منحني المخرج يحيا مزاحم ثقته و رشحني لدور سامية إلى جانب الممثل المتألق محمد بوشايب الذي كان بالنسبة لي أكثر من أخ في البلاطو. كيف كانت بدايات مينة لشطر في التمثيل؟ - كانت بدايتي كالكثير من الفنانين الجزائريين الشباب في المسرح مع «تعاونية مسرح القليعة «مع الأستاذ يوسف تاعوينت، و قد كانت هذه البداية المسرحية دفعا موفقا لي في حياتي الفنية و ستبقى الخشبة دوما متنفسي الإبداعي الأكبر. هل لديك مشاريع جديدة مستقبلا؟ - في الواقع لدي العديد من الاقتراحات للمشاركة في مسلسلات كوميدية و أفلام سينمائية و غيرها، و لكنني مازلت أفكر في العروض التي جاءتني لأنني بصراحة الآن آمل في أداء أدوار درامية، تخرجني قليلا من القلب الفكاهي لشخصية سامية التي تشبهني إلى حد ما. كما أنني قررت هذه السنة التأني في قبول الأعمال، لأنني مازلت طالبة و يجب علي التركيز أكثر في دراستي من أجل تفادي ما حصل معي في 2009 عندما اضطررت لإعادة السنة بسبب انشغالي بتصوير فيلم « نورمال»، غير أنني متشوقة لتصوير الجزء الثالث من سلسلة « ساعد القط». أمينة جنان