توخى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحذر في محادثاته مع عدد من النشطاء الروس المعنيين بالدفاع عن حقوق الإنسان بعد قمة مجموعة العشرين التي هيمنت عليها الأزمة السورية يوم الجمعة وتجنب توجيه انتقادات مباشرة لسياسات الكرملين التي استنكرتها الولاياتالمتحدة.ويحرص أوباما على لقاء قادة المجتمع المدني أثناء حضوره اجتماعا دوليا في اتباع لتقليد أثار حفيظة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتهم واشنطن بالتدخل في شؤون روسيا ودعم خصومه.وجاء اجتماع أوباما مع النشطاء في وقت حساس تشهد فيه العلاقات بين واشنطنوموسكو توترا شديدا بسبب سوريا وإيواء روسيا للموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن والخلافات المتعلقة بحقوق الإنسان التي تصاعدت بعد تولي بوتين فترة رئاسته الثالثة في عام 2012.وفي تصريحاته التي أدلى بها أمام تسعة نشطاء في حضور الصحفيين تجنب أوباما توجيه انتقاد مباشر لسجل حقوق الإنسان في روسيا ولم يتطرق بشكل محدد إلى الجدل الدائر بشأن حقوق المثليين.وقال أوباما للمجموعة المتنوعة التي تضم مدافعين عن حقوق المثليين والبيئة وبعض القضايا الأخرى "المجتمع المدني النشط والمزدهر لا يقل أهمية عن الحكومة والقوانين ويجعل الدول ديمقراطية وفعالة في تحقيق الرخاء والأمن وآمال الشعب."وقد يكون الهدف من هذه الكلمات هو بوتين الذي فرضت حكومته قيودا جديدة على الاحتجاجات ووقع العام الماضي تشريعا يلزم المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلات من الخارج بتسجيل نفسها على أنها "وكلاء أجانب" وهو وصف يحمل دلالات على التجسس والخيانة في زمن الحرب الباردة.وقال مسؤول كبير بإدارة أوباما إن الرئيس الأمريكي كان يتطلع إلى إبداء معارضته للحظر الجديد الذي فرضته روسيا على "الدعاية" الخاصة بالمثليين في الوقت الذي يسعى فيه إلى تحسين صورة موسكو على الساحة الدولية قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقررة في مدينة سوتشي جنوبروسيا في فبراير شباط المقبل.