تشير مصادر مقربة من اجتماعات جنيف، التي يشارك فيها دبلوماسيون روس وأمريكيون والأممالمتحدة، إلى أن مؤتمر جنيف- 2 لن يعقد قبل الشهر القادم، فيما تشكو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من نقض مواردها لتدمير ترسانة سوريا.نقلت وكالة إيتار تاس الروسية الرسمية عن مصدر روسي مقرب من المشاورات بين الولاياتالمتحدةوروسياوالأممالمتحدة قوله (الثلاثاء) إن مؤتمر السلام الدولي حول سوريا الذي يطلق عليه اسم جنيف-2 والذي كان مرتقبًا أساسًا خلال الشهر الجاري لن يعقد قبل ديسمبر المقبل.ويمثل روسيا نائبا وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف وغينادي غاتيلوف في هذه المحادثات مع المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي وندي شيرمان.ويهدف الاجتماع التحضيري في جنيف إلى محاولة تحديد موعد للمؤتمر بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع السوري. وفي هذا الإطار، التقى الأخضر الإبراهيمي الثلاثاء مع مسئولين أمريكيين وروس بالمقر الأوربي للأمم المتحدة في جنيف.وبعد انتهاء المحادثات المغلقة بينهم، سينضم إليهم مسئولون من ثلاث دول أخرى من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وهي بريطانيا وفرنسا والصين، بالإضافة إلى دول مجاورة لسوريا هي العراق والأردن ولبنان وتركيا، علاوة على جامعة الدول العربية.وقال مصدر في الأممالمتحدة إنه حتى إذا لم يتسن تحديد موعد للمؤتمر على الفور، فإن الهدف هو "أن تصبح كل الأطراف والجماعات مستعدة للموعد على الأقل". وبخصوص دور إيران في المؤتمر، قالت روسيا إنه تجب دعوة طهران لمؤتمر جنيف- 2 بعدما قال أحمد الجربا، زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن الائتلاف لن يشارك إذا حضرت إيران.كما رفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طالب الجربا بوضع إطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الأسد، مستبعدًا وضع أي شروط مسبقة للمؤتمر. وقال لافروف في مؤتمر صحفي: "يجب بكل تأكيد دعوة كل أصحاب التأثير على الوضع... وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب بل أيضًا إيران".لكن لافروف أشار إلى أن إيران وغيرها من اللاعبين الدوليين يحتاجون فقط إلى التمثيل في مستهل المؤتمر الذي اقترحته الولاياتالمتحدةوروسيا. أضاف لافروف: "في المراحل اللاحقة فإن السوريين - كما يتصور الثنائي الروسي الأمريكي ويدعم ذلك كل الآخرين - سيتحدثون مع بعضهم بعضًا بشكل مباشر بوساطة من... الإبراهيمي وفريقه".هذا وتعارض السعودية والولاياتالمتحدة أي دعوة لإيران، حليفة الأسد إلى جانب روسيا. وأيدت الجامعة العربية أول أمس الأحد محادثات السلام المقترحة وحثت المعارضة على تشكيل وفد بقيادة الائتلاف الوطني.وبخصوص تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، لم تجمع الهيئة الدولية المكلفة بالتخلص منها ما يكفي من الأموال إلا لتمويل بعثتها خلال هذا الشهر، وسيتعين جمع المزيد من الأموال سريعًا لدفع تكاليف تدمير مخزونات الغاز السام العام المقبل. وجاء في وثيقة للمنظمة بتاريخ الخامس والعشرين من الشهر الفائت اطلعت عليها رويترز: "تقييم الأمانة أن مواردها البشرية الحالية تكفي لإجراء العمليات في أكتوبر ونوفمبر 2013". وفي ذلك الوقت كان في حسابها أربعة ملايين يورو فقط.ويقول الرئيس السوري بشار الأسد إن التكلفة الإجمالية لتدمير الترسانة الكيماوية السورية قد تصل إلى مليار دولار، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن من المرجح أن تكون أقل، وقد تصل إلى عشرات أو مئات الملايين من الدولارات اعتمادًا على مكان وكيفية تدمير الأسلحة.وتعتبر الولاياتالمتحدة أكبر مساهم حتى الآن في تمويل مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا. كما تساهم أيضًا بريطانيا وكندا وألمانيا وهولندا وسويسرا.وذكرت وثيقة المنظمة أن واشنطن ساهمت بما قيمته ستة ملايين دولار، هي قيمة المعدات والتدريب والنقد، مقسمة بين أموال للمنظمة وللأمم المتحدة. وبمقتضى المقترح الروسي الأمريكي، وافقت سوريا في سبتمبر على تدمير برنامجها بالكامل من الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف 2014. وحالت تلك الخطوة دون ضربات عسكرية هددت الولاياتالمتحدة بتوجيهها لسوريا في أعقاب هجوم بغاز السارين في 21 من أغسطس الماضي، على مشارف دمشق أودى بحياة مئات الأشخاص.