أعلنت «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» أن نجاح دول الخليج في تنفيذ أهدافها الحالية للطاقة المتجددة، يمكن أن يؤدي إلى خلق 116 ألف وظيفة سنوياً في المتوسط في هذا القطاع حتى عام 2030، لافتة إلى أن دول الخليج بدأت تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة وتحديد أهداف بعيدة المدى للترويج لنشرها واعتمادها، وتتخذ خطوات ملموسة على طريق تنويع مصادر الطاقة لأسباب بيئية واقتصادية. وأشارت المنظمة في تقرير بعنوان «الطاقة المتجددة والوظائف»، أصدرته في مناسبة الاعلان عن معرض الوظائف الخضراء بالتعاون مع «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» وشركة «ريد للمعارض، خلال فعاليات الدورة السابعة من «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، التي تقام من 20 الى 22 كانون الثاني (يناير) الجاري في أبو ظبي، إلى أن «الطاقة المتجددة توفر حالياً وظائف لحوالى ستة ملايين شخص عالمياً. ويُتوقع أيضاً أن مضاعفة حصة مجالات الطاقة المتجددة ضمن مصادر الطاقة العالمية يمكن أن يساهم في ارتفاع هذا الرقم إلى أكثر من 16 مليوناً في غضون العقدين المقبلين». ووفق الوكالة، إذا قررت المنطقة بناء قاعدة صناعية صلبة في مجالات الطاقة المتجددة، فعليها تعزيز رواد الأعمال الذين سيبتكرون ويوفرون وظائف جديدة لأعداد السكان المتنامية من الشباب ودعمهم. ويأتي انعقاد المعرض في وقت تدرك الشركات حول العالم الأهمية الحيوية للممارسات الخضراء في البقاء على الساحة التنافسية. ويبرز معرض الوظائف الخضراء مناسبة لأصحاب العمل لتسليط الضوء على فرص العمل المتاحة لديهم في شركاتهم، وللشباب للحصول على النصائح والإرشادات اللازمة المتعلقة بمستقبلهم المهني، وإيجاد فرص عمل في قطاع الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة. ويهدف المعرض إلى توفير طرق تتسم بالسهولة والملاءمة والفعالية لإتاحة فرص التواصل الاجتماعي والمهني. وإضافة الى التقاء أصحاب العمل المحتملين، سيصبح بإمكان المهنيين حضور ورش عمل تتناول مواضيع تتعلق بالعمل في مجال الطاقة المتجددة والاستفادة من «مكتب الاستشارات المهنية» للحصول على النصائح من خبراء وأخصائيي الموارد البشرية مباشرة. وسوف يتضمن المعرض أيضاً فعاليات مثل منصات لعرض فرص الوظائف المتاحة وأماكن لإجراء المقابلات الشخصية. وتؤكد مصادر في «معهد مصدر» أن ضخ الاستثمارات في الطاقة المتجددة يعد أحد العوامل الرئيسية المتوقعة لنمو الوظائف في هذا القطاع. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على المعماريين والمهندسين والمخططين الحضريين، وخبراء البيئة المتخصصين في بناء المدن والمجتمعات المستدامة، وشبكات الكهرباء الذكية، ومزارع الرياح، ومحطات الطاقة الشمسية، ومحطات توليد الكهرباء من الماء، والأنظمة الفعالة لنقل الطاقة، نظراً الى أن الحكومات أصبحت تتبنى نهج الاستدامة في خططها للتنمية الاقتصادية. كما يمثل بناء المجتمعات المستدامة عبر أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أهمية حيوية اقتصادية واستراتيجية للاستدامة في المستقبل. وهنالك حاجة متزايدة للشباب لتطوير الوظائف في قطاعات الطاقة المتجددة. وقال مدير «مايكروسول» جي فيشواناثان: «أن أنواع الطاقة المتجددة تساهم في توفير الحد الأقصى من الوظائف المحلية في مقابل كل ميغاواط. وقد ثبت ذلك حتى في البلدان التي تبلغ فيها أسعار الطاقة كلفة عالية، مثل ألمانيا واليابان. الأمر ذاته بالنسبة الى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، اضافة إلى توفير سلسلة من الوظائف المساعدة غير المباشرة كنتيجة لتركيز واحتواء التكنولوجيا في المنطقة، إذ تؤدي التقنيات المختلفة إلى توفير أنواع مختلفة من الوظائف وبأعداد مختلفة، في التصنيع والإنشاءات والتشغيل والصيانة». وأعرب مدير معرض «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، ناجي الحداد، عن ثقته في أن المعرض سيوفر وظائف جديدة وفرصاً اقتصادية للشباب. وبالتالي، فهو البيئة المُثلى للشركات والمرشحين للمجيء واستكشاف سبل العمل سوياً».