كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن واحدة من أخطر الفضائح التي زلزلت جهاز الشرطة، موضحةً أن "عدداً من كبار الضباط ممن يشغلون مناصب رفيعة تورطوا مع كبير الحاخامات في إسرائيل الحاخام يوشياهو بينتو ب"علاقات مادية مشبوهة". وأوضحت الصحيفة أن "بينتو بات واحداً من أهم رجال الدين اليهودي ليس فقط في إسرائيل ولكن في الكثير من دول العالم"، مشيرة إلى أن "بينتو تورط منذ أكثر من عام في فضيحة ماليه هو وزوجته، وحاولت الأخيرة الحصول على معلومات الشرطة السرية عنها من خلال بعض من كبار الضباط مقابل تقديم رشاوى مالية لهم، إلا أن جهاز التحقيقات الداخلية في الشرطة كشف عن الفضيحة قبل وقوعها". ولفتت الصحيفة إلى أن "الحاخام بينتو عرض الرشاوي المالية على رجال الشرطة بسخاء، الأمر الذي ورط عدداً من كبار القيادات الأمنية في القضية". ونوهت الصحيفة إلى أن "الحاخام بينتو، معروف بأنه الزعيم الروحي للكثير من الأثرياء والسياسيين المقرّبين منه"، مشيرة إلى أنه "تقلد مناصب دينية مهمه رغم صغر سنة، حيث يبلغ من العمر 40 عاماً فقط". من جانبها أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن "الكثير من رجال الدين والحاخامات التابعين لبينتو أقاموا شبكة من المراكز الدينية عبر العالم، خصوصاً مع تزايد التبرعات المالية التي يمنحها اليهود له، سواء من داخل إسرائيل أو خارجها، نظراً لإيمانهم به واقتناعهم بأفكاره وآراءه الدينية. ونتيجة لهذا تشعبت علاقات بينتو، وبات واحداً من أهم رجال الدين اليهودي، ليس فقط في إسرائيل ولكن في الكثير من دول العالم". وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه الفضيحة المدوية ستفتح من جديد ملفين بمنتهى الخطورة، الأول يتعلق بمصير التبرعات التي يدفعها اليهود إلى الحاخامات ورجال الدين اليهودي، وهي التبرعات التي تقدر بملايين الشواكل، والثاني بالعلاقات السرية التي تربط بين الحاخامات من جهة ورجال الدين وكبار المسئولين من جهة أخرى، وهي العلاقات التي يستغلها عدد من الحاخامات على ما يبدو أسوأ استغلال". وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "معاريف" أن "قسم التحقيقات مع عناصر الشرطة التابع لوزارة العدل يحقق في شبهة بأن قائد وحدة الشرطة القطرية لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة "لاهَف 433"، الميجر جنرال منشيه أربيف، تلقى امتيازات ومنافع من أشخاص مقربين من الحاخام يوشياهو بينتو". وينكر أربيف هذه الشبهة، إلا انه طلب من المفتش العام الجنرال يوحنان دانينو الخروج في اجازة. واستجاب الجنرال دانينو لهذا الطلب، وكلف رئيس هيئة التحقيقات والاستخبارات في الشرطة الميجر جنرال ميني يتسحاقي بتولي قيادة الوحدة "لاهَف 433" . وكان مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "FBI" قد فتح قبل ثلاث سنوات تحقيقا في شبهات بقيام عدد من رجال الأعمال في الولاياتالمتحدة، بينهم عضو مجلس النواب مايكل غريم، بابتزاز الحاخام بينتو الذي هو احد شهود الادعاء في هذه القضية. ووصل إلى إسرائيل ممثل عن ال"FBI" لاطلاع الجهات الإسرائيلية المختصة على مواد التحقيق، التي لها علاقة بالشبهة التي يحقق فيها حاليا قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة، التابع لوزارة العدل.