تحوّل الاجتماع الذي نظّمته إطارات حزب التحرير الوطني، من أجل التحسيس للحملة الانتخابية بقاعة ”سينما الفتح” وسط معسكر، أمس، إلى حلبة للعراك والمشادات الكلامية والجسدية والألفاظ النابية. واختلط الحابل بالنابل داخل القاعة عقب الانتهاء من السماع للنشيد الوطني، حيث باغتت مجموعة كبيرة من المناوئين للأمين العام عمار سعداني، من برلمانيين حاليين وسابقين وإطارات ومناضلين وأعضاء بمحافظة معسكر، وجامعيين أغلبيتهم شباب، الموفدين من قِبل الأمين العام للحزب، ومنعوهم من إجراء هذا اللقاء. ولم تجد نفعا الوساطات والتوسل إلى هذه الجماعة الناقمة والغاضبة، التي قامت برفع المنصة والكراسي وإبعاد موفدي سعداني من إلقاء الكلمة، حيث أبدى هؤلاء تخوفهم الشديد من هيجان وغضب المناوئين الذين صعدوا إلى المنصة واستولوا على المكروفون، وطالبوا برحيل هذه الجماعة، حيث اتهم المعارضون سعداني وحاشيته ب«جعل الرئيس بوتفليقة سجلا تجاريا، ومطية لقضاء مآربهم الخاصة على ظهر الحزب العتيد”. وذكر المعارضون أن بوتفليقة ”هو رئيس كل الجزائريين”. وأرجع هؤلاء أسباب منع خصومهم من إجراء هذا اللقاء بسبب عدم إبلاغهم وعلمهم به. والسبب الثاني ما يعتبرونه ”تهجم الأمين العام للحزب سعداني على المؤسسة العسكرية، التي كان لها الفضل في إعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة للشعب، والدور الذي لعبته هذه المؤسسة خلال العشرية السوداء”. كما أكد الغاضبون داخل القاعة وخارجها بأنهم ”ليسوا ضد الرئيس بوتفليقة، وإنما ضد سعداني الذي قد يجر الحزب إلى ما لا يحمد عقباه”. وقد ظهر على أعضاء اللجنة أنهم لم يتوقعوا هذا السيناريو، حيث أكد أحدهم ل«الخبر” أنه ”مصدوم، ولن يستطيع الرد على أي سؤال”. بينما ردّ موفد سعداني بن عبيدة سعيد أنه ”أمر داخلي يخص الحزب”. وفضّل بعض المنتخبين، الذين كانوا يرددون شعار ”عهدة رابعة للرئيس”، الهروب من القاعة بعد اندلاع هذه المناوشات، وحاول بعض الموالين لسعداني امتصاص غضب النائب بوكروشة عبد القادر، من أجل التفاوض والتدخل لعقد لقاء مصغر بينهم وبين من هم ضد الأمين العام، لكن دون جدوى واستطاع المناوئون فرض سيطرتهم على القاعة وتمكّنوا من طرد جماعة سعداني. وقد عرف محيط القاعة تعزيزات أمنية مشددة، بحضور رئيس الأمن الولائي شخصيا، خوفا من وقوع أي انزلاقات داخل القاعة أو خارجها.