صدر مؤخرا لعثمان لحياني صحافي جزائري في صحيفة الخبر وانتقل مؤخرا الى قناة "kbc" "الخبر تي في" كتاب بعنوان "تونس ... حالة ثورة: محنة الديمقراطية والنجاح الممكن" قدم فيه رؤيته الشخصية للتطورات السياسية والإجتماعية في تونس بعد "الثورة" اعتمادا على تغطياته الحية للأحداث كمراسل بهذا البلد. ويعتبر الكتاب –الصادر عن المؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار(لانيب)- بمثابة معاينة لأحداث عكستها التغطيات الصحفية للحياني منذ انطلاقتها في ديسمبر2010 وتوسعها لكل أنحاء تونس "بفضل الإتحاد العام التونسي للشغل الذي مثلت وقفته الإحتجاجية والتضامنية مع سكان سيدي بوزيد بالعاصمة نقطة التحول الكبيرة في مسار الثورة". وأثنى لحياني في مؤلفه -الذي جاء في 135 صفحة- على "فعالية" منظمات المجتمع المدني والوعي السياسي الشعبي والمستوى التعليمي لدى التونسيين وهو"ما جنبهم الوقوع في فخ العنف الذي سعى نظام بن علي لاستدراج المحتجين إليه لتبرير أي رد فعل عنيف يقوم به". كما أكد على "إيجابية" دورالأحزاب السياسية من يساريين وإسلاميين وتقدميين والذين "حرصوا ومن دون عقدة سياسية على بقاء الثورة بعيدة عن أي توجه أيديولوجي في ظل غياب قائد رمزلها (...) ما صرف عنها هم التنازع السياسي". ويعتبر لحياني أن منظمات المجتمع المدني والنقابات لعبت دورا "كبيرا" في التأطير ل"الثورة" والخروج بها من مرحلة "الفعل الشعبي العشوائي" إلى مرحلة "الفعل الثوري المنظم" مشددا بالخصوص على اتحاد الشغل الذي يصفه ب"الرافد الرئيس لهذه الإحتجاجات". ويقول الكاتب أن الإتحاد "شكل الإطار الأمثل الذي انصهرت فيه كل القوى المدنية والسياسية التي انخرطت في الحراك الثوري (...) إذ كان الإتحاد جديرا بهذا الموقف خصوصا وأن رصيده التاريخي يشفع له في قيادة الحراك الإجتماعي على المستوى المحلي" كما كان الحال في الاحتجاجات الإجتماعية في 1978. وقدم لحياني في خاتمة مؤلفه نظرة "متفائلة"عن المسار الديمقراطي في حضور تيار إسلامي "معتدل" والذي -حسب رأيه- تمثله حركة النهضة مشددا في نفس الوقت على أن اتحاد الشغل سيبقى "العمود الأبرز في شبكة المجتمع المدني نظرا لما يمثله من حالة وفاق سياسي ومجتمعي ودوره ك+مانع+ لأي +نشاز سياسي+ أو طغيان على منجزات +الثورة+". وجاء الكتاب في 5 أبواب: "في مناخ الثورة.. الأسباب والدوافع" و"في يوميات الثورة.. المسار والمنعطف" و"الطريق إلى اليوم الأزرق" في إشارة إلى الإستحقاقات "الديمقراطية" الأولى في تونس و"السلفي..إحتياطي العنف والرصاص" و"في أفق الديمقراطية".