حث الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح السياسيين إلى انتهاج الرزانة والابتعاد عن “خطابات الإثارة أو الاستفزاز” تجاه الرئاسيات المقبلة، ملمحا إلى الجدل القائم بسبب عمار سعداني وتصريحاته نحو قائد المخابرات الجزائرية الفريق محمد مدين، وقال بن صالح إن الاقتراع المقبل يجري في ظل أجواء حساسة ودقيقة تستوجب “الحكمة والرزانة والتحكم في النفس”. وطالب بن صالح أمس في افتتاح اجتماع بالعاصمة حضره الأمناء الولائيون والمكلفون بالاتصال في الحزب، ب “أخلقة” العمل السياسي المتعارف عليه بما أن “الساحة السياسية الوطنية تعيش تفاعلات وتجاذبات مختلفة”، في تلميح مباشر لتصريحات عمار سعداني التي تصنع النقاش بما أنها توجهت مباشرة لشخص الفريق محمد مدين، وتحدث أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي واصفا هذه التجاذبات التي أثارها قائلا “بين مؤيد لهذا ومناصر لذاك أو مطالب بالمقاطعة، كلها مظاهر عادية في الممارسة الديمقراطية، كل ما نريده لهذه الحملة أن تتم ضمن أخلاقيات العمل السياسي المتعارف عليه”. وتابع بن صالح “ما نريده لهذه الحملة أن تتم في كنف التنافس المبني على مواجهة الأفكار والبرامج واحترام خيارات المواطن، بعيدا عن العنف اللفظي أو إثارة النعرات وتصفية الحسابات”، مضيفا أن الأجواء الحالية التي تمر بها الحزائر “حساسة تتطلب انتهاج الرزانة والابتعاد بقدر الإمكان عن خطابات الإثارة أو الاستفزاز”، وقال إن “رهان الانتخابات الرئاسية يجري في ظل أجواء تعتبر حساسة ودقيقة تستوجب اعتماد أسلوب الحكمة والرزانة والتحكم في النفس”. وجدد بن صالح الرفض لاستفراد عمار سعداني بترشيح الأفالان الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة باعتباره الرئيس الشرفي لجبهة التحرير، قائلا “الرئيس بوتفليقة أكبر من أن يكون مرشح حزب واحد أو جماعة بعينها، قلنا إن إنجازات الرجل وأعماله هي التي ترشحه لأن يكون مرشح كافة من أحب الجزائر، وكل من يؤمن بمستقبل زاهر للجزائر، وكل من يريد للجزائر أن تكون في الطليعة”. وذهب بن صالح أبعد من ذلك عندما قال إن الأرندي ماض “إلى إقناع الجزائريين بالتصويت لصالح بوتفليقة”، لأن التصويت يجب أن يكون لصالح من “حقق الإنجازات وأعاد الأمن والاستقرار إلى البلاد والدولة، وحقق المصالحة وعزز مكانة الدولة وقوى مؤسساتها وجعلها تعمل في انسجام وتكامل، وجنَّب البلاد المصاعب والهزات”، مضيفا في تلميح لعدم توضح موقف حزبه من البداية “موقفنا كان من البداية واضحا، موقفنا باستمرار كان داعما للرجل وللبرنامج الذي أتى به”، “موقفنا من البداية كان مع رجل المصالحة، رجل الإصلاحات، الرجل الذي أرسى قواعد الدولة القوية بمؤسساتها، والقوية باقتصادها، والقوية بوحدة شعبها”. وحث بن صالح الأمناء الولائيين على “بذل جهد كبير والقيام بعمل ضخم يتوجب علينا أن نتجند له جميعا وألا نستهين بالعملية لأننا مطالبون بحث الجميع على المشاركة لأن العزوف سلوك غير مواطني”.