احتضنت ساحة المعدومين بالعناصر في العاصمة، أمس ولليوم الرابع على التوالي، احتجاجات تلاميذ الثانويات الذين اعتصموا لعدة ساعات للمطالبة بالعتبة وعدم إلغاء العطلة، وحضر جمع غفير منهم قادمين من عدة ثانويات بالعاصمة، حوّلوا المكان إلى ما يشبه ملعبا في كرة القدم بعدما ردد التلاميذ الأهازيج والأغاني المعروفة في الوسط الكروي. تحوّلت حي العناصر، هذا الأسبوع، إلى قبلة لتلاميذ الأقسام النهائية بالثانويات للاحتجاج أمام ملحقة وزارة التربية، وللمطالبة بتحديد العتبة وعدم المساس بعطلة الربيع. وبسبب الحصار الذي فرضته قوات الأمن على المنطقة، خاصة على مستوى مقر ملحقة الوزارة، نقل التلاميذ احتجاجاتهم إلى ساحة المعدومين، وبالتحديد أمام محطة نقل الترامواي، أين تعالت أصواتهم، حاملين رايات الفرق الوطنية لكرة القدم. ووصف رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ هذه الاحتجاجات ب«الخطيرة، وطالب وزارة التربية بإيفاد لجنة تحقيق إلى الثانويات التي سجلت خروج التلاميذ، لأن الاحتجاجات، حسبه، اقتصرت على ثانويات معينة دون غيرها، كما تبين أن التلاميذ المحتجون هم من ذوي المعدلات الضعيفة والمشاغبين، والتحقيق وحده، يضيف أحمد خالد، سيكشف من وراءهم”. في المقابل، وجه أحمد خالد تهما صريحة بالتقاعس ضد مدراء الثانويات، وقال إنهم لم يتحمّلوا مسؤولياتهم كما ينبغي، حيث كان يفترض بعد نهاية إضراب الأساتذة التنقل عبر الأقسام برفقة النظّار وأساتذة يشهد لهم بالكفاءة لطمأنة التلاميذ حول استدراك الدروس وإجراء الامتحانات في وقتها، بالإضافة إلى ضرورة التمسك بزمام الأمور عندما بدأت الاحتجاجات بضبط مواعيد الدخول والخروج والاتصال بأولياء التلاميذ المتغيبين، وهنا طالب الوزير بضرورة تطهير القطاع من مثلا هؤلاء المدراء. تلاميذ في مسيرة تزامنا مع زيارة سلال لبومرداس من جهتهم، نظم، أمس، العشرات من تلاميذ الثانويات بمدينة بومرداس مسيرة سلمية تزامنا مع زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال للولاية للمطالبة بتحديد العتبة. وأراد التلاميذ من خلال هذه الخطوة إسماع مطلبهم للوزير الأول. وأجهضت هذه المسيرة من طرف قوات الأمن التي انتشرت بكثافة، يوم أمس، في مختلف زوايا المدينة، حيث منع التلاميذ من مواصلة مسيرتهم التي انطلقت من الثانوية وكانت متوجهة صوب الولاية بعد محاصرتهم وتفرقتهم. رشق حافلات للطلبة بالحجارة في برج بوعريريج وفي برج بوعريريج، تواصل احتجاج تلاميذ بعض مؤسسات التعليم الثانوي لليوم الثالث على التوالي، ونظمت مجموعة من تلاميذ مسيرة نحو مقر مديرية التربية، قبل أن يلتحق بهم زملاؤهم. وفيما تداول البعض محاولات رشق بعض المؤسسات التربوية بالحجار، تعرضت حافلة لنقل الطلبة تابعة لمديرية الخدمات الاجتماعية بجامعة البشير الإبراهيمي وحافلة للنقل الحصري تابعة لمؤسسة النقل الحضري ببلدية البرج بدورها للرشق بالحجارة من طرف عدد من التلاميذ. إحباط محاولة خروج تلاميذ المتوسطات بخنشلة للشوارع وفي خنشلة أحبط، صباح أمس، بعض مديري المتوسطات والمساعدون التربويون وبعض الأساتذة والأولياء محاولة خروج تلاميذ السنة الرابعة متوسط المقبلين على اجتياز شهادة التعليم المتوسط إلى الشارع للمطالبة هم أيضا، واقتداء بزملائهم الثانويين المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، لتحديد عتبة الدروس في هذه المرحلة، على أساس أن هناك متوسطات وصلت نسبة إضراب أساتذة السنة الرابعة متوسط 100 في المائة، وتأخر بأربعة أسابيع في تقديم الدروس. الحركة الاحتجاجية نظمها تلاميذ أقسام السنة الرابعة في بعض المتوسطات برفض التلاميذ الدخول إلى فناء المتوسطات، ليقترب المديرون والمساعدون التربويون والأساتذة وبعض الأولياء من هؤلاء، ودخلوا معهم في حوار قصد العدول عن فكرة الخروج إلى الشارع، لأن كل المطالب التي سيطالبون بها سيتم دراستها، وأخذ الإجراءات التي ستعود بالفائدة عليهم وعلى زملائهم الثانويين، مؤكدين لهم أن الخروج إلى الشارع من أجل مطلب سابق لأوانه الحديث عنه، لأنه مطلب يدرس بجدية على مستوى وزارة التربية، ليعدل التلاميذ عن فكرة تنظيم مسيرة والخروج إلى الشارع الذي تجري مصالح الأمن تحقيقات لمعرفة من وراءها، خاصة وأن الكل يؤكد أن هناك أياد تحرض التلاميذ للخروج إلى الشارع لحسابات يجري تحديد أطرافها والداعين إليها .