يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم الجمعة 27 فبراير/شباط جمهورية افريقيا الوسطى بعد أن ذكّرت قيادة القوات الفرنسية المرابطة في بانغي يوم أمس مواطني هذا البلد بانه لا يمكنهم "توقع تولي المجتمع الدولي كل شيء" لبسط السلم في البلاد. ومن المتوقع أن يتوجه هولاند بخطاب للقوات الفرنسية التي تواجه بحسب الحكومة الفرنسية "صعوبات كبيرة في الميدان" حيث تستمر أعمال العنف والاغتيالات ذات الطابع الديني. ويذكر أنها المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الفرنسي إفريقيا الوسطى منذ 3 أشهر حيث كانت الأولى مع بداية التدخل العسكري الفرنسي في هذا البلد في 5 كانون الاول/ديسمبر 2013. كما سيجتمع هولاند بالرئيسة الانتقالية كاترين سامبا بانزا التي "حثت" الاربعاء القوات الفرنسية والافريقية على "الاستخدام الفعلي للتفويض الممنوح لها" من الأممالمتحدة "لشل قدرة العناصر خارج السيطرة الذين يسممون حياتنا" على حد قولها. ومن المقرر أيضا أن يلتقي هولاند السلطات الدينية في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة. وعبرت صباح أمس الخميس قافلة مكونة من خمسين مدرعة وشاحنة فرنسية العاصمة بانغي آتية من تشاد مع تعزيزات ل1600 جندي فرنسي منتشرين في جمهورية افريقيا الوسطى. وكان قائد القوات الفرنسية الجنرال فرنسيسكو سوريانو قد صرح لوكالة الأنباء الفرنسية ، بأن قال "لا يمكن أن نتوقع قيام المجتمع الدولي بكل شيء" وذلك في تعليقه على تصريحات رئيسة جمهورية افريقيا الوسطى التي اعتبرت الأربعاء أن هناك "دوامة عنف يستغلها اناس ليس من مصلحتهم ان يعود الاستقرار الى البلد" واضاف سوريانو "على مواطني جمهورية افريقيا الوسطى ان يساهموا في اعادة اعمار بلدهم، نحن نقوم اصلا بالكثير، والآن انتقلنا الى عمليات أمن داخلي التي يتعين ان تنخرط فيها اكثر قوات الدرك والشرطة المحليين"، مقرا في الان نفسه أن عناصر الأمن في جمهورية افريقيا الوسطى لا يقبضون رواتب. ويذكر أن في حي بي كي-5 يعيش سكان مسلمون يتعرضون منذ اسابيع لهجمات تشنها ميليشيات مسيحية، وعبروا الخميس عن غضبهم مؤكدين ان الجنود الفرنسيين لا يوفرون لهم الحماية ، وخاطبت سيدة مسلمة الرئيس الفرنسي قائلة "لا ضرورة لقدومكم، اصبحنا كلنا جثثا سيد هولاند". وجمع الصليب الاحمر المحلي الثلاثاء والاربعاء المزيد من الجثث التي تم التمثيل ببعضها بشكل فظيع في بانغي. وكان البرلمان الفرنسي قد أيد الثلاثاء العملية الفرنسية في جمهورية افريقيا الوسطى لكن باريس تدعو الى نشر سريع لقوة دولية قوامها عشرة آلاف رجل للحلول مكان القوة الفرنسية والقوة الافريقية والقوة الاوروبية التي ينتظر نشرها في آذار/مارس.