وصلت وضعية العمال المضربين عن الطعام أمام مدخل مؤسسة “لافارج” لإنتاج الإسمنت بمعسكر، خطوطا حمراء في ظل صمت مطبق من جميع السلطات، بالرغم من بلوغ الإضراب يومه التاسع على التوالي، حيث تم نقل أحد المضربين على جناح السرعة إلى مستشفى سيق بداعي إصابته بأعراض مرض السل. وتساءل المتحدثون بحسرة كبيرة في اتصال مع “الخبر” أمس “هل نحن بشر أم حيوانات؟”، في إشارة منهم إلى عدم تسجيل أي رد فعل من قبل الجهات الوصية، سواء تعلق الأمر بمسؤولي شركة “لافارج” أو ممثلي السلطات المحلية، مضيفين بأن “16 عامل تم فصلهم بطريقة تعسفية من قبل مؤسسة أجنبية يموتون ببطء بسبب امتناعهم عن الأكل والشرب منذ 9 أيام متتالية من أجل استرجاع حقوقهم، ولم تكلف أي جهة نفسها حتى عناء تفقد أحوالنا والسماع لانشغالاتنا الشرعية، وكأن الأمر لا يتعلق بمواطنين جزائريين ذنبهم الوحيد أنهم دافعوا عن حقوقهم”، موجهين عتابهم الكبير إلى والي معسكر الذي سارع إلى المؤسسة من أجل إقناع العمال بتوقيف إضرابهم واستئناف العمل أثناء الإضراب الذي شنوه قبل أشهر، في حين لم يسجل له أي موقف رغم النداءات المتكررة التي وجهناها له في أكثر من مناسبة”. وقد اضطر التدهور الصحي الذي آل إليه أحد المضربين، إلى تدخل مصالح الحماية المدنية التي اضطرت لنقله نحو الجناح رقم 8 بمستشفى سيق، بعد أن اكتشفت إصابته بأعراض داء السل، حيث لا يزال يواصل إضرابه، مُشهرا ورقة علقها أمام سريره مكتوبا عليها مضرب عن الطعام، رغم حالته الصحية الحرجة، على غرار زملاءه ال15 الآخرين الذين تم نقلهم في مجملهم بشكل متتابع نحو مختلف مصالح المستشفى بفعل مضاعفات صحية طارئة، ليتم إرجاعهم فيما بعد إلى موقع الإضراب. وفي سياق التضامن مع قضيتهم، أكد المضربون بأن زملاءهم من مصنع “لافارج” الواقع في ولاية المسيلة بادروا إلى مقاطعة الوجبات الغذائية وهجر المطعم، على غرار ما يحدث منذ أيام في مصنع عقاز بمعسكر الذي يشهد إضراب عمال فصلتهم المؤسسة وطالبتهم بتعويض مالي قدرته ب23 مليار سنتيم رفضته المحكمة لعدم تأسيسه.