كشف الضابط السابق في المخابرات الجزائرية، مهدي شريف، أن الرئيس الراحل هواري بومدين سلم رفات العقيدين عميروش وسي الحواس داخل صندوقين للعقيد بن شريف، على أساس أن الصندوقين يحويان أرشيفا سريا للثورة، وتم وضع الصندوقين في قبو لدى مصالح الدرك الوطني، بعد أن “قمت بتكليف من العقيد عبد القادر شابو بدفنهما سريا بمقبرة العالية”. في شهادة مثيرة قدمها شريف مهدي، مساء أمس، بتيزي وزو، في محاضرة نظمت في إطار إحياء ذكرى استشهاد العقيدين، قال شريف مهدي إنه تم تكليفه من طرف وزارة الدفاع، في ديسمبر 1962، بعد معلومات تلقاها من طرف ضابط فرنسي حول مكان تواجد رفات الشهيدين، كلف رفقة ضابط آخر بالذهاب نحو الثكنة السابقة للجيش الفرنسي ببوسعادة للتأكد من صحة المعومات وهوية أصحاب الرفات. وأضاف أنه بعد الشروع في الحفر في المكان المحدد، تم استخراج رفات العقيدين، وهما مربوطان معا، وتم إبلاغ وزارة الدفاع بالأمر، وبعد ساعتين تلقى وصديقه أوامر بتسليم الرفات لفرقة الدرك الوطني ببوسعادة، وهو ما تم فعلا. وواصل المتحدث أنه استدعي رفقة زميله إلى مكتب العقيد شابو، بعد أن تم أمرهما بدفن الرفات بمقبرة العالية في سرية تامة، وهو ما تم فعلا. لكن المثير في شهادة مهدي يكمن في أن الرئيس بن جديد حينما تولى الرئاسة وأبلغ بالأمر، تم فتح تحقيق، وكانت المفاجأة أن رفات الشهيدين لم تكن في قبريهما بالعالية... ولكن داخل قبو بمصالح الدرك الوطني، حيث تم استخراج الرفات من القبرين وسلمت داخل صندوقين للعقيد بن شريف دون علمه بمحتوى الصندوقين، حيث قيل له من طرف وزارة الدفاع في الستينيات إن الصندوقين يحويان أرشيفا سريا يجب ألا يتم فتحهما.