لم يتمكن مرة أخرى مؤيدو العهدة الرابعة على مستوى ولاية باتنة من جلب اهتمام سكان هذه الولاية وتأييدهم، وهو ما تجلى فعلا أمس في التجمع الشعبي الذي نشطه الثنائي عبد القادر بن صالح وعبد العزيز بلخادم، حيث عجز المنظمون عن ملء قاعة مركب أول نوفمبر التي تسع لحوالي 4000 مقعد، في الوقت الذي سجل حضور حوالي 400 شخص فقط أغلبهم من النساء والتنظيمات الطلابية وكذا عدد من سكان البلديات الحدودية لولايتي بسكرة وسطيف وعدد من عائلات البرلمانيين. وقد تسبب الحضور المحتشم في تأخير التجمع لمدة قاربت الساعتين بعدما كان مبرمجا في حدود الساعة العاشرة صباحا. وعرف التجمع أيضا تسلل حوالي عشرة أفراد من حركة ”بركات” الذين دخلوا للقاعة بطريقتهم الخاصة، حيث قام أحدهم بتكسير أحد مقاعد المدرجات والرمي به في بهو القاعة مباشرة بعد شروع بن صالح في كلمته، فيما قام الباقون بترديد شعارات كلامية ضد العهدة الرابعة غير بعيد عن المنصة التي كان يقف عليها بن صالح، وهو ما جعل المنظمين يتدخلون بقوة ويقوموا بالاعتداء عليهم وإخراجهم إلى فناء القاعة. في الوقت الذي فضل أعضاء من ”الحركة الشعبية الحرة لشباب الجزائر” البقاء خارج المركب غير بعيد عن مدخله، حيث تجمعوا في عشرات ورددوا عبارات ”شياتين شياتين” في وجه الحافلات التي كانت تقل من كانوا داخل القاعة، ولم تسلم ابنة الشهيد مصطفى بن بولعيد البرلمانية نبيلة من هتافات هؤلاء الشباب الذين واجهوها بعبارة ”لست ابنة الشهيد”. وركز بن صالح في كلمته على أن التصويت لصالح مرشحهم يعني الاستمرار في سياسة حقن الدماء والمصالحة الوطنية، ويعني كذلك الاهتمام أكثر بالشباب والمرأة، مؤكدا أن بوتفليقة منذ مجيئه جسد وحقق أهدافه الثلاثة المتمثلة في المصالحة الوطنية وإنعاش الاقتصاد الوطني وإرجاع الجزائر إلى مكانتها وسط الأمم، داعيا الجميع للالتفاف حول بوتفليقة وتدعيمه للاستمرار في سياسة التنمية والإصلاحات السياسية. أما بلخادم فقد دعا إلى الابتعاد عمن يريدون زرع الفتنة من جديد داخل المجتمع الجزائري، وحسبه فإن الجميع سواسية ولا فرق بين عربي أو شاوي أو مزابي أو قبائلي، وهذا الاستحقاق في نظره يجب أن يجمع أكثر مما يفرق، فجميع المترشحين لهم الحق في الترشح، لكن المنافسة يجب أن تكون شريفة وبدون تجريح، والشعب حسبه هو السيد يختار من يريد هذا أو ذاك. وغازل بلخادم الحضور حينما قال لهم إن الرئيس المترشح كلفه بتبليغ سلامه لسكان هذه الولاية، ليختار في الأخير عبارة بركات لبركات كرسالة لأولئك الذين يرفضون العهدة الرابعة.