اعتبر عبد العزيز بلعيد، في تجمع شعبي، تأخر انطلاقه أكثر من ساعة بقاعة البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج، أن أولى الأولويات في الجزائر إعادة ترتيب البيت، وأخلقة العمل السياسي، داعيا إلى برامج تستثمر في الإنسان قبل غيره من عوامل الرقي، خاصة وأن الجزائر تزخر بالطاقات الشابة، التي تبددت بسبب انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم، وشعور الشباب بالإحباط وفقدان الأمل الذي تعكسه نسب الانتحار و”الحرڤة”. ودعا بلعيد إلى حصيلة حقيقية، بدون أرقام مزيفة، ليس لمحاسبة المسيرين، وإنما لتحديد الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي، والاستفادة من إيجابيات الحصيلة وتصحيح نقائصها، وانتقد الأرقام المغلوطة للسكن المنجز المقدر بمليوني وحدة، ونسبة البطالة المقدرة ب9 بالمئة، بينما أغلب الشباب بطال، وآلاف العائلات تحلم بسكن لائق، معتبرا الآليات المعتمدة في التشغيل وإنشاء مؤسسات شبانية تنتهي بأصحابها في أروقة المحاكم في غياب المتابعة والمرافقة، آليات تستثمر في ريع البترول، وحق الأجيال القادمة، وتقضي على الإبداع، خاصة وأن المؤسسات الصغيرة محاصرة بلوبيات المؤسسات الكبرى التي تستحوذ على المشاريع وتفرض منطقها، في ظل انتشار الرشوة والمحسوبية التي هدمت الاقتصاد الوطني، مستشهدا بالفضائح المالية المتكررة، في القمة والقاعدة. وتساءل بلعيد عن معنى العزة والكرامة عند شباب لا يملك سكنا ولا عملا، بسبب عجز المسيّرين عن إيجاد حلول لبناء دولة حقيقية، واكتفائهم بتبديد مداخيل البترول ورهن مستقبل الأجيال القادمة. وقال بلعيد مع حلول موعد الانتخابات تشرع الدولة في توزيع السكن الاجتماعي والإعانات على الفلاحين، والوعود على الشباب، لأنها لا تحاسب ولا تقدم حصيلة، وتكتفي بعرض أرقام مذهلة عن إنجازات وهمية، تعمل على تغليط المجتمع، ما أفقد الثقة في كل شيء. ودعا بلعيد إلى برامج سياسية تجتمع عند هدف بناء الجزائر التي تمتلك الخيرات والطاقات والأرض وتفتقر إلى حكم راشد، مقترحا برنامجا اقتصاديا يقوم على التخطيط وإعادة الاعتبار للأرض والفلاحة، وتثمين الإبداع، مستشهدا بما حققته برج بوعريريج في الصناعات الإلكترونية.