الرئيس سيخاطب الشعب برسالة مطولة يتحدث فيها عن خريطة الطريق الخاصة ”بالتسويف” السياسي الذي سيعتمد! سيكثر الرئيس في رسالته من الحديث بمنطق سوف. سيواصل الإصلاحات التي بدأها منذ ثلاث سنوات، وسيصلح ما أفسده هو في الدستور، كغلق العهدات بعد أن فتحها، وإعطاء رئيس الحكومة صلاحيات بعد أن نزعها منه! سيقترح على الشعب الجزائري، عبر إفساد الدستور مرة أخرى، بأن ينزع من الشعب ومن أصحاب الحق الإلهي الحق في تعيين الرئيس بالتزوير، ويسند المهمة إلى نفسه، من خلال دعوة برلمان الحفافات إلى تعديل الدستور باسم الشعب، ويسند إلى نفسه الحق في تعيين نائب الرئيس، وأن نائب الرئيس المعيّن بهذه الطريقة بإرادة الرئيس وحده من حقه أن يكمل العهدة إذا مرض الرئيس أو انسحب! وبهذه الطريقة يضمن الرئيس حكاية تعيين خليفة له دون انتخاب كما يعيّن الملوك أبناءهم من بعدهم! وقد يتجاوز حكاية توريث العائلة إلى توريث الجهة! الرئيس كسر كل الطابوهات في تعيين الرئيس القادم من قِبل الرئيس! نحن نتذكر أن الشعب الجزائري امتعض من تعيين الشيوخ في المجلس الأعلى للدولة بعد إقالة الشاذلي.. وكيف كان الشعب ينكّت على نزار الذي يتوكأ على عصاه، وها هو الحال وصل بنا إلى أن الرئيس الذي يسير به العكاز مسألة متقدمة في الاختيار، مادام الرئيس أصبح يسير على كرسي متحرك؟! رسالة الرئيس للشعب الجزائري ستكون بمثابة الرسالة الملهاة التي تُرمى للمعارضة والشعب والصحافة لمناقشتها، والسكوت عن حكاية تشكيل الحكومة، والصراعات التي ستنشب بين الحلفاء الفرقاء حول الرئيس في عملية تقسيم المنافع والمصالح في الحكومة القادمة؟! ستسكت المعارضة عن التزوير الذي حصل في الرئاسيات، أو سيتجه جهدها إلى مناقشة بن صالح من جديد في حكاية الإصلاحات الدستورية، أو الإفسادات الدستورية التي يعتزم الرئيس إدخالها على الدستور؟! ومادام الرأي العام وأحزاب الحكم أصبحت لا ترى حرجا في أن يحكمنا رئيس مريض، فلا غرابة إذا ما اقترح علينا الرئيس بأن يحكمنا نائب الرئيس يتمتع بكفاءة عالية في الرداءة والجهل! وأن يثبت ذلك في الدستور بواسطة برلمان الحفافات! ماذا سيقول الرئيس للشعب في رسالته القادمة؟ هل سيقول للشعب إنه تحايل على الشعب من خلال لجنة بن صالح لإصلاح الدستور، والتي استمرت سنة كاملة وانتهت إلى ”فشوش”؟! هل يعود الرئيس إلى المعارضة لاستطلاع رأيها في تعديل الدستور وجعلها تبتعد عن مناقشة موضوع تغيير الحكم القائم بالتسلط والحڤرة والتزوير؟! [email protected]