فجّرت الدورة الاستدراكية التي أعلن عنها وزير التربية الوطنية لصالح المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، أزمة كبيرة بين الوزارة والأولياء، حيث صبّت أمس الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ جامّ غضبها على عبد اللطيف بابا احمد، مُستهجنة "سياسة التهميش التي ينتهجها في حق الفيدرالية باتخاذه قرارات مصيرية دون إشراك الممثلين الشرعيين للمتمدرسين". وجّه الحاج دلالو رئيس الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ انتقادات لاذعة إلى مسؤولي وزارة التربية الوطنية، على خلفية الإجراءات التي أعلن عنها الوزير حول تخصيص دورة استدراكية لفائدة المرشحين لاجتياز شهادة البكالوريا ابتداء من الموسم الدراسي القادم، حيث استهجن المتحدث في تصريح أدلى به ل ”الخبر” أمس ما أسماه الخطاب المزدوج الذي تعتمده الوزارة، ”فمن جهة تعتبرنا كشريك اجتماعي أساسي وفعّال، ومن جهة أخرى تتعمد تهميشنا في قضايا مصيرية تخص أبناءنا”، مردفا بالقول ”إذا كانت الوزارة تعتبرنا خضرة فوق طعام، فسنضطر إلى اتخاذ مواقف صارمة لتقويم هذه الوضعية الخاطئة بالوسائل التي نراها مناسبة في حينها”. وفي هذا السياق، أكد دلالو بأنه سيمنح الوزارة مهلة أسبوع لتدارك هذه الانزلاقات غير المبررة التي تورطت فيها، في إشارة منه إلى الإعلان عن إجراءات مصيرية دون استشارة الفيدرالية حول حيثياتها وآليات تطبيقها في الميدان، مضيفا بأنه سيراسل الجهات المعنية لعقد اجتماع استعجالي مع الوزير سيشارك فيه أعضاء المكتب الوطني، أو رؤساء المكاتب الممثلين ل48 ولاية. وبالرغم من وصفه لقرار تخصيص دورة استدراكية بالمكسب التاريخي الذي ناضلت الفيدرالية من أجل تحقيقه منذ عهد الوزير بن بوزيد، إلا أن دلالو انتقد تفاصيل تجسيده في غياب أي تنسيق مع الممثلين الشرعيين للتلاميذ، ”باعتبار أننا تفاجأنا بإعلان الشروع في تنفيذ الإجراء ابتداء من 2015، بالرغم من القلاقل والإضرابات التي شابت الموسم الدراسي الجاري، والتي تستلزم مثل هذا الإجراء المجسد في مختلف بلدان العالم، وهو الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلا لتعارضه مع مصلحة المتمدرسين”. ومن جانب آخر، طالبت الفيدرالية رسميا على لسان رئيسها بتعميم الدورة الاستدراكية لفائدة جميع التلاميذ الذين يرسبون في امتحانات البكالوريا لإعطائهم فرصة ثانية دون استثناء، معتبرة اقتصار الدورة على من يتحصلون على معدلات بين 9.50 إلى 9.99 إجحافا في حق باقي المترشحين الذين لم يوفقوا في تحصيل المعدلات المحددة دون استشارتنا، ”باعتبار أن الوزير يعمل مع جماعة محددة في الوزارة دون الرجوع إلينا والتنسيق معنا”. أما بخصوص البطاقة التركيبية للتلاميذ، فترى الفيدرالية ضرورة تمكين أصحابها الذين يرسبون في امتحانات البكالوريا من الحق في العودة إليها عن طريق تحصيل نتيجة المعدلات التي حصل عليها التلاميذ عليها خلال السنة الدراسية، لتمكينهم من مواصلة مشوارهم الدراسي، معتبرة هذا الإجراء وسيلة لتخفيض نسبة التسرب المدرسي.