انتهى نهائي كأس الجزائر الأول في التاريخ بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر بتتويج "العميد"، الذي نال الكأس السابعة في مشواره، بفضل ضربات الترجيح 5/4، بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بين الفريقين بالتعادل 1/1 بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. شهدت المباراة النهائية لكأس الجزائر الأولى بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر دخول “العميد” بقوة في المباراة، بدليل تسجيله لهدف مبكّر في حدود الدقيقة الرابعة بعد ركنية نفذها الظهير الأيسر للمولودية زغدان، وحوّل مدافع الشبيبة علي ريّال الكرة بالخطأ في مرمى الحارس مليك عسلة، ما ألهب مدرّجات ملعب مصطفى تشاكر بعدما تفاعل أنصار المولودية بهذا الهدف. ردّ فعل شبيبة القبائل كان قويا وسريعا، حيث كاد بزيوان في الدقيقة الثامنة أن يعدّل النتيجة برأسية لولا براعة حارس المولودية جمّيلي الذي حوّل الكرة إلى الركنية، بينما ظهر الظهير الأيسر لمولودية الجزائر عبد الرحمان حشّود قويا في الكرات الثابتة، وشكّلت كرته في الدقيقة 33 خطرا على حارس الشبيبة عسلة الذي تمكّن من صدّ الكرة بصعوبة كبيرة. ولم نسجّل خلال مجريات الشوط الأول أي محاولات خطيرة، وانحصر اللّعب في وسط الميدان، خاصة وأن تشكيلة المدرّب فؤاد بوعلي سارعت إلى غلق المنافذ مباشرة بعد تسجيل الهدف الأول، بينما اعتمدت تشكيلة المدرّب عز الدين آيت جودي على الكرات العالية نحو إيبوسي غير أن المهاجم الكامروني وجد نفسه في كل مرة تحت رقابة شديدة، ما جعله غير قادر على تشكيل خطورة أمام مرمى المولودية. بداية الشوط الثاني كانت سريعة، فلم تمر سوى ثلاثين ثانية حتى انفرد مكّاوي بالكرة التي رفعها برأسية فوق الحارس جميلي، غير أن حشود عاد وأنقذ المولودية في آخر لحظة حين أبعد الكرة من خط المرمى وكانت قراءته لاتجاه الكرة جيدة، ما سمح للمولودية بالحفاظ على تقدمها في النتيجة. ولم يفقد فريق شبيبة القبائل الأمل في إمكانية العودة في النتيجة، بدليل أن “الكناري” كانت له أكثر الفرص للتهديف مقارنة بالمولودية خلال النصف الثاني من عمر المباراة، وتصدّى حارس المولودية جميلي لعدة كرات ساخنة، وأنقذ فريقه من أهداف بدت محققة، في حين احتج إيبوسي قبل نهاية المباراة بربع ساعة على الحكم الدولي محمّد بيشاري على عدم منحه ضربة جزاء بعد خطأ ارتكبه، حسبه، أمين أكساس عليه، غير أن بيشاري كان أقرب من كل اللقطات ولم يتأثر بأي ضغوط، غير أنه أعلن عن ضربة جزاء للشبيبة دقيقة واحدة قبل نهاية المباراة بعد لمس الكرة باليد من قِبل جغبالة، ما أعاد الأمل لأنصار الشبيبة ومسيّريها. وتولّى علي ريّال مسؤولية تنفيذ الضربة ونجح في إسكانها الشباك، رغم ارتماء جميلي الجميل معدّلا النتيجة، ما جعل علي ريّال هدّاف التسعين دقيقة كونه سجّل هدفا بالخطأ في مرماه لصالح المولودية ثم سجّل هدف التعادل لفريقه في مرمى المولودية. وبعد انتهاء الوقت الإضافي بين الفريقين بالتعادل 1/1، تم الاحتكام لضربات الترجيح التي شهدت تتويج المولودية على حساب الشبيبة ب5/4. ومن المفارقات أن المدافع الدولي ل«الكناري” علي ريال هو الذي أهدر الضرب الوحيدة، وكان أول من يسدّد من بين لاعبي الشبيبة، ليصنع بذلك أفراح “العميد” أمام خيبة أمل واسعة من جانب الشبيبة. مدرب مولودية الجزائر فؤاد بوعلي “جهدنا لم يذهب سدى” بدا مدرب مولودية الجزائر، فؤاد بوعلي، في قمة السعادة بعد فوز فريقه بكأس الجمهورية، حيث قال ل”الخبر”: “لا أجد الكلمات للتعبير عن فرحتي، المهم أننا فزنا بهذه الكأس ومجهوداتنا لم تذهب سدى”. وأضاف بوعلي أن التتويج جاء ثمرة مجهودات كبيرة، موضحا أن لاعبيه تعبوا كثيرا للوصول إلى هذه اللحظة “والحمد للّه لم نخيب أنصارنا”. مدرب الشبيبة عز الدين آيت جودي “الهدف المبكر أثّر علينا” قال مدرب الشبيبة، عز الدين آيت جودي، إن الهدف الأول الذي سجل ضد فريقه في الشوط الأول أثّر على لاعبيه، مبررا ذلك بعدم انتظار دخول هدف مبكر في شباك فريقه. وأضاف المدرب أن فريقه تأخر في الدخول في المقابلة، ما صعّب عليه مهمة التعديل مبكرا، وقال إن أشباله خلقوا فرصا للتسجيل إلا أنهم فشلوا في تحويلها إلى أهداف. أما عن ضربات الترجيح، فقال المدرب إن كل لاعبيه كان ممكنا أن يسجلوا، إلا أن الحظ ابتسم للمولودية. وبالمناسبة، وجّه المدرب تهانيه إلى “العميد”، بمناسبة تتويجه بالكأس، وقال إن فريقه سيواصل العمل، خاصة وأن تشكيلته تضمّ لاعبين شبابا. أصداء غربي يتلاسن مع بوعلي لم يتحمّل لاعب مولودية الجزائر صبري غربي قرار المدرب فؤاد بوعلي، عندما قرر إدراجه في التشكيلة الاحتياطية للفريق، واضطر اللاعب إلى التلاسن مع المدرب لدقائق، حيث احتج عليه بشدة، أمام زملائه قبل المقابلة، واضطر المدرب إلى التحكم في أعصابه، حيث لم يرد الدخول في جدل مع اللاعب، قبل المقابلة، بعدما رفض إدراجه في التشكيلة الأساسية للفريق في المقابلة ضد “الكناري”. ودخل غربي أرضية الميدان في الدقيقة ال60 بعد تعويضه لزميله يحي شريف. أنصار “الكناري” والنشيد الوطني لم يلتزم جانب كبير من أنصار شبيبة القبائل بالاستماع بالنشيد الوطني خلال ترديده، حيث فضّل هؤلاء مواجهة الراية الوطنية بظهورهم عند عزف النشيد الوطني، ما تأسّف له العديد من الحاضرين، وخاصة مسؤولو الدولة. الترخيص بأغنية تشجّع على “الحرڤة” قامت إدارة ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بالترخيص بترديد عدّة أغان قبل انطلاق المقابلة النهائية لكأس الجزائر، رغم أنها لا تعكس طبيعة العرس الكروي، حيث رددت أغان تشجع على “الحرڤة” وغيرها من الصفات التي تفتقد إلى الأخلاق. مرباح ومساعدية مستاءان من آيت جودي عبّر لاعبا شبيبة القبائل، وهما مرباح ومساعدية عن غضبهما عندما عزف المدرب عز الدين آيت جودي عن إدراج اسميهما في التشكيلة التي أشركها المدرب في المقابلة، وفضّل عليهما فرقان وبن شريف. وأثار قرار آيت جودي جدلا وسط أنصار الشبيبة، بسبب التجربة التي يملكها مرباح ومساعدية وانتظامهما في اللعب، بخلاف اللاعبين اللذين وقع عليها الاختيار للمشاركة في نهائي الكأس. مناصر “شنوي” ينتفض غاضبا على الصحافة لم يتحمّل مناصر من مولودية الجزائر هدف التعادل الذي سجلته شبيبة القبائل ضد فريقه، حيث قام بتهشيم زجاجة الغرفة المخصصة للصحافة لتغطية أحداث المقابلة، وسبب هلعا وسط الصحفيين، الذين كادوا أن يتعرضوا إلى إصابات وأضرار للمعدّات التي كانت معهم. قصة ملعب “تشاكر” والوقت الإضافي يبدو أن اسم ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة سيصبح مرتبطا بالوقت الإضافي لنهائي كأس الجزائر، وهو الذي عرف عام 2003 لجوء فريقي شباب بلوزداد واتحاد الجزائر إلى الوقت الإضافي في نهائي كأس الجزائر، والحالة نفسها شهدها نهائي لقاء شبيبة بجاية ووداد تلمسان عام 2008، ونهائي عام 2009 بين أهلي البرج وشباب بلوزداد، وأيضا نهائي العام الجاري بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر. حناشي يتحرّر بعد هدف التعادل انتعش رئيس “الكناري”، محند شريف حناشي، بعد تعديل فريقه للنتيجة، حيث شوهد يتحرك في كل اتجاه، ويشجّع لاعبيه، بعدما كان في حالة أشبه بحداد عندما كان فريقه منهزما في النتيجة 1/0، حيث شوهد وهو جالسا ولا يتحدّث إلى أحد، كما أنه مسك وجهه لمدة من شدة تأثره بالنتيجة.. ربما حناشي كان يفكر بماذا سيفسر الخيبة للأنصار في تيزي وزو. فوضى في مدرجات الشبيبة واقتحام لأرضية الميدان شهدت نهاية المباراة رشق أنصار شبيبة القبائل للمنصة التي كان متواجدا بها عناصر الجيش الوطني الشعبي، ما أدى بعناصر الأمن إلى التدخل، بينما اقتحم عشرات من أنصار الشبيبة أرضية الميدان بعد انتهاء المباراة، حيث وجدت قوات الأمن صعوبة للتحكّم في الوضع أمام الفوضى العارمة. أنصار المولودية يشتمون لاعبي الشبيبة تواجد عدد من أنصار مولودية الجزائر في المنصة المخصصة لرجال الإعلام المتاخمة للمنصة الشرفية، حيث لم يتوان هؤلاء في شتم وإهانة لاعبي الشبيبة عند نزولهم من المنصة حين تسلّموا ميدالياتهم، إلى درجة أن بعضهم تلفّظ بعبارات عنصرية في حق الكاميروني إيبوسي. ما حدث في منصة الصحفيين يطرح السؤال عن الجانب التنظيمي خلال هذا النهائي، بعدما تم منح دعوات لأكبر محفل كروي جزائري لأشباه الأنصار. جمعها: شعيب كحول كان رجل المقابلة على طول الخط جميلي يوفي بعهده.. أجمع المتتبعون على أن حارس مولودية الجزائر، هواري جميلي، كان رجل نهائي كأس الجزائر بين “العميد” وشبيبة القبائل، حيث أدى مباراة في المستوى، وكان بمثابة السد المنيع لدفاع المولودية طيلة أطوار اللقاء. جميلي، البالغ من العمر 26 سنة، لم يكتف خلال عملية ضربات الترجيح بصدّ قذفة ريّال الأولى في السلسلة، بل تمكّن خلال ال120 دقيقة من إعطاء الثقة لزملائه في الخط الخلفي، بفضل تدخلاته المحكمة والتي حرمت كل من ريّال ويسلي وبن العمري وإيبوسي من الوصول إلى مبتغاهم. الحارس السابق لوداد تلمسان، والذي التحق بالمولودية عام 2012، ترك انطباعا حسنا في الطبعة ال50 لنهائي كأس الجزائر، وكان عند وعده، حينما صرّح قبل المقابلة أنه سيكون في الموعد لو ذهبت المقابلة إلى ضربات الترجيح، وهو ما كان له عندما صدّ ضربة ريال، ليهدي للمولودية أغلى تتويج. الجزائر: رضا عباس حارس العميد هواري جميلي ل”الخبر” “الأنصار ساهموا في هذا الفوز” قال حارس مولودية الجزائر، جميلي، إنه وفى بوعده، عندما قال إنه سيكون جاهزا لركلات الترجيح، وهو ما حدث في المقابلة. وأضاف أن الجماهير ساعدت كثيرا فريقه في التتويج بالكأس، ووجه تحية خاصة لهؤلاء على دعمهم للفريق. تصريحات عبد الرحمن حشود: “التتويج كان صعبا” قال لاعب المولودية عبد الرحمن حشود إنه كان يتمنى أن يسجل هدفا إلا أنه لم يوفق في مسعاه، وأضاف أن الأهم هو تتويج فريقه بالكأس. وأوضح أن التتويج لم يكن سهلا، لأن الشبيبة كانت قوية في هذه المقابلة، وأهدى الكأس إلى سكان عين الدفلى، مسقط رأسه. حارس الشبيبة عسلة “الحظ كان ضدّنا” قال حارس الشبيبة عسلة إنه لم يكن محظوظا في ضربات الترجيح، لأنه تابع ثلاث ركلات، لكنها سجلت في شباكه. وأضاف أن فريقه لم يدخل المقابلة مبكرا، والهدف الأول أثّر على لاعبيه كثيرا، معبّرا عن خيبة أمل الفريق في الخسارة للنهائي. لاعب الشبيبة إيبوسي: “هدف المولودية أخلط حساباتنا” قال لاعب الشبيبة الكاميروني إيبوسي إن المقابلة لعبت على التفاصيل، ولم يخف اللاعب أن الهدف الأول أخلط حسابات زملائه. واعترف أن التتويج بالكأس لم يكن سهلا بسبب القوة التي أظهرتها المولودية.