بعد فشل المنتخبات الإفريقية الخمسة المشاركة في مونديال 2014 بالبرازيل في بلوغ الدور ربع النهائي، مثلما حدث في دورة جنوب إفريقيا عام 2010 عندما وصلت غانا إلى تلك المحطة، وتراجع نتائج منتخبات قارة آسيا بشكل فظيع، يستبعد جدا رفع حصة القارتين المذكورتين في الدورات القادمة، رغم تصريحات رئيس الاتحادية الدولية جوزيف سيب بلاتير، التي تصبّ في خانة الحملة الانتخابية، قبل عام واحد من انتخابات الهيئة الكروية الدولية. وكان رئيس “الفيفا” سيب بلاتير قد صرّح قبل عام من مونديال 2014 بأن قارتي إفريقيا وآسيا تستحقان حصة أكثر مما هي عليه، لحد الآن، وهو ما اعتبره المتتبعون محاولة من رئيس الاتحادية الدولية استمالة هاتين القارتين للتصويت عليه، خاصة إذا علمنا وأن اتحادي إفريقيا وآسيا لهما الحق في التصويت خلال الانتخابات ب100 فرد، من مجموع 209، وهي ضعف أصوات اتحادات أمريكاالجنوبيةوأمريكا الشمالية والوسطى والكارايبي، غير أن النتائج المخيّبة لممثلي القارة الصفراء الأربعة، وكذا مشاكل منتخبات القارة السمراء في دورة البرازيل، بغض النظر عن النتائج المتواضعة، مقارنة بإنجاز دورة 2010 في بلاد نيلسون مانديلا عندما وصلت غانا إلى الدور ربع النهائي وكانت قاب قوسين أو أدنى من الدور نصف النهائي، لا تضع بلاتير في موقع قوة للدفاع عن مشروعه، الذي يضمن له عهدة خامسة على رأس أكبر هيئة كروية دولية، خاصة في ظل النتائج الجيدة التي سجلتها منتخبات أمريكا الشمالية والوسطى الأربعة، بتأهل ثلاثة منها إلى الدور الثاني (الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك وكوستاريكا)،مقابل فشل ذريع لمنتخبات آسيا اليابان، كوريا الشمالية، أستراليا وإيران، التي لم تسجل أي انتصار، مكتفية بثلاث تعادلات فقط. ومن جهة أخرى، فإذا سلّمنا بأن المشاركة الإفريقية كانت مقبولة، رغم خيبة كوت ديفوار والكاميرونوغانا بنجومها، فإن مشاكل المنح أضعفت صورة القارة، خاصة عندما وصل الحد إلى رفض لاعبي منتخب الكاميرون السفر إلى البرازيل، حتى يتمّ حلّ مشكل المنح، بينما تعيّن على رئيس غانا جون ماهاما إرسال الملايين إلى برازيليا حتى يخوض منتخب بلاده مباراة البرتغال في الجولة الأخيرة لدور المجموعات. وحتى المال لم يوقف المتاعب، حيث تمّ استبعاد لاعبين اثنين من تشكيلة غانا بسبب عدم الالتزام قبل خروج الفريق بعد الهزيمة أمام المنتخب البرتغالي. ولا يستبعد أن تكون هذه المعطيات في صالح منافس بلاتير على رئاسة الاتحادية الدولية لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني، الذي بمشروعه، القاضي برفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم إلى 40 بدلا من 32، سيرجح كفته لاستمالة الأفارقة والآسيويين للتصويت عليه، لكنه في الوقت نفسه سيضطر إلى مراجعة عدد منتخبات أوروبا، بعد تتويج القارة العجوز باللقب العالمي في الدورات الثلاث الأخيرة، من قبل إيطاليا عام 2006 وإسبانيا عام 2010 وألمانيا عام 2014.