حوّل الجيش الإسرائيلي الهدنة التي كانت مقررة أمس مع الفصائل الفلسطينية إلى مجازر مهولة، حصدت 70 شهيدا على الأقل، كان أشدها دموية وترويعا في مدينة رفح القريبة من الحدود المصرية والتي خلفت 40 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء، وادعت تل أبيب أن المقاومة انتهكت الهدنة عندما أسرت ضابطا إسرائيليا، فيما أكدت المقاومة أن أسر الضابط الإسرائيلي تم قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ. قالت مصادر فلسطينية، أمس، إن حصيلة العدوان الإسرائيلي أمس على قطاع غزة وصلت إلى 70 شهيدا ونحو 250 إصابة بجراح مختلفة، أما حصيلة مجزرة رفح فبلغت 40 شهيدا و250 جريح. وكان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن اختفاء جندي إسرائيلي، وأكد أنه تم إبلاغ عائلته بذلك، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن وعلى رأسها “الشاباك” يقومون الآن بنشاط واسع للوصول لآسري الجندي وتحرير الأسير الإسرائيلي. وقال “الون بن دافيد”، المحلل العسكري للقناة العاشرة، إن العملية بدأت عندما هاجمت مجموعة من مقاتلي حركة حماس مجموعة من الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة رفح، حيث خرجوا من فتحات أنفاق وهاجموا الجيش الإسرائيلي مستخدمين القنابل اليدوية والقذائف والأسلحة الأوتوماتيكية، وفجّر أحد عناصر المقاومة نفسه في الجيش الإسرائيلي، وجرى أسر جندي أثناء هذه العملية وسحبه في أحد الأنفاق، وفجّر ذلك اشتباكات عسكرية عنيفة. بينما اعتبرت حركة حماس، في بيان أصدرته، أن إعلان “إسرائيل خطف أحد جنودها يهدف إلى التضليل وتبرير تراجعها عن التهدئة”، مؤكدة أن “العملية تمت قبل ساعتين من سريان الهدنة”. وقالت مصادر فلسطينية لوكالة “الأناضول” إن الضابط الإسرائيلي الذي تم أسره أمس، يدعى “أدير غولدرن”، وهو برتبة رفيعة في الكتيبة المسؤولة عن تأمين معبر كرم أبو سالم، في عملية أسر هي الثانية من نوعها منذ بدء العدوان على غزة. من جانبه، انحاز البيت الأبيض الأمريكي للرواية الإسرائيلية واعتبر أن حركة “حماس” مسؤولة عن الانتهاك الذي وصفه ب«الهمجي” لوقف إطلاق النار في غزة، مستندا إلى معلومات إسرائيلية تحدثت عن مقتل جنديين إسرائيليين اثنين وأسر ضابط على الأرجح. من جهة أخرى، شهدت الضفة الغربية مظاهرات حاشدة كان أعنفها بمدينة الخليل والتي شارك فيها نحو 20 ألف متظاهر فلسطيني، وأوقعت شهيدا ومئات الجرحى في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية التي لم تتردد في إطلاق الرصاص على المتظاهرين.