الرئيس المالي طلب وساطة الجزائر "فبأي صفة يشارك المغرب في الحوار المالي؟" وصف وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، الأخبار التي تحدثت عن احتمال مشاركة الجزائر في عملية عسكرية ضد الجماعات الإسلامية في ليبيا ب”الإشاعات”. وتأتي تصريحات لعمامرة بعد يومين من تأكيد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أنه لا يوجد مخطط لبلاده والجزائر للتدخل عسكريا في ليبيا. حسم وزير الخارجية رمطان لعمامرة الجدل الدائر حول مزاعم تدخل الجيش الجزائري في ليبيا، بالقول أن تلك الأخبار محض “إشاعات” تناقلتها وسائل الإعلام. ولم يورد لعمامرة في حوار له مع مجلة “جون أفريك”، ما إذا كانت الجزائر فعلا قد تلقت طلبا رسميا من السلطات الليبية لمساعدتها على إنقاذ الموقف في بلادها، بعدما راج ذلك بقوة إثر تداول أخبار عن زيارة غير معلنة إلى الجزائر، قام بها رئيس حزب تحالف القوى الوطنية في ليبيا، محمود جبريل، ورئيس اللجنة التسييرية في الحزب، عبد المجيد مليقطة، نهاية الأسبوع الماضي. ويؤشر موقف الجزائر الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا تحت أي غطاء عربي كان أو دوليا، إلى أن الجزائر تدعم الخيار السياسي في هذا البلد، في توافق مع الطرح المصري، الذي عبّر عنه وزير خارجية مصر أثناء زيارته إلى تونس، قائلا: “ليس هناك أي حديث في الوقت الراهن عن أي نوع من التدخل للجيش المصري في التراب الليبي الذي تبقى مهمته الرئيسية حماية أمن مصر واستقرارها”. وذكر في المقابل وجود تعاون وتنسيق أمني بين الدول المجاورة لليبيا من بينها تونسوالجزائر والنيجر. وبشأن الحوار بين الفصائل المالية وحكومة باماكو، اعتبر وزير الخارجية أن الجزائر تقود هذا الحوار بطلب من الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كايتا. وقال “ما أعرفه، أنه بمناسبة زيارته للجزائر يوم 19 جانفي، طلب الرئيس المالي رسميا من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يقوم بلده بتسهيل الحوار بين الماليين المقرر بموجب اتفاق واغادوغو في 18 جوان”. وفي نفس الموضوع، ذكر لعمامرة صراحة أن الجزائر لا ترى أي جدوى من مشاركة المغرب في الحوار المالي نظرا لافتقادها الصفة التي تخولها لذلك. وقال بالنص “بأي صفة يريدون الحضور؟”. ثم تساءل “لماذا يحتفظون بالكليشيهات القائلة أن الجزائر تريد عزل المغرب؟”. ويقصد وزير الخارجية بحديثه نفي ما ورد من اتهامات على لسان الوزيرة المنتدبة في وزارة الخارجية المغربية مباركة بوعيدة، خلال جلسة عامة مخصصة للأسئلة بمجلس النواب المغربي، حيث ادعت أن “الجزائر تعرقل مشاركة المغرب في عدد من المؤتمرات والندوات الإقليمية المتعلقة بالأمن، سواء المقامة في الجزائر أو في دول أخرى”. كما تجنب رئيس الدبلوماسية الجزائرية الرد على تصريحات نظيره المغربي صلاح الدين مزوار التي هاجم فيها الموقف الجزائري من الصحراء الغربية بعبارات اعتبرت مشينة. وذكر لعمامرة أن “الجزائر تعمل على حل الخلافات وليس مفاقمتها”. وكان مزوار قد ذكر بأن الجزائر “الخصم الوحيد حاليا بالنسبة للمغرب”، كما وصف خطاب الجزائر بالبائس والفاقد للمصداقية. ويشن الدبلوماسيون المغاربة في الفترة الأخيرة حملة هجوم غير مسبوقة على الجزائر، نتيجة تخلفهم عن مواكبة أحداث هامة في المنطقة في مقابل بروز الدور الجزائري. ويرى مراقبون أن ما دفع المغرب لهذه اللهجة العنيفة، عودة الساحل الإفريقي كمحور استراتيجي في الدبلوماسية الجزائرية بعد سنوات من الإهمال. وما زاد في ضيق نظام المخزن، أيضا، قيام الاتحاد الإفريقي بتعيين مبعوث خاص في القضية الصحراوية في قرار لقي الإجماع من الدول الإفريقية حتى من تلك المتحالفة تقليديا مع المغرب، كما أن المغرب وجد نفسه بعيدا عن التعاطي مع الملف الليبي، حين استحدث اجتماع للدول المجاورة لليبيا، يضم كافة الدول التي لديها حدود مع هذا البلد.