تحدث المدرب الأسبق للمنتخب الجزائري جون ميشال كافالي، الذي يشرف حاليا على مولودية وهران، في حوار ل"الخبر"، عن "الخضر" وعن تجربته مع المنتخب عندما كان يشرف عليه وأمور أخرى كثيرة في البداية ما هو تعليقك على البداية القوية للمنتخب الوطني في تصفيات كأس أفريقيا للأمم؟ - أعتقد أن هذه الإنجازات كانت منتظرة بالنظر إلى المشوار الكبير الذي تحقق في البرازيل، حيث لم يتغير في المنتخب سوى رحيل المدرب البوسني الذي قاده إلى التأهل التاريخي إلى الدور الثاني ومجيء كريستيان غوركيف، الذي واصل على المنوال نفسه ولم يغيّر أي شيء، بل أضاف لمسته التي جلبت التأهل إلى نهائيات “الكان” بالمغرب. على ذكر مواطنك الفرنسي غوركيف، هل هو قادر أن يحقق ما حققه وحيد حاليلوزيتش؟ - ممكن جدا، لأن غوركيف مدرب كبير، غير أنه لا يحظى بصدى إعلامي مقارنة برفقائه في المهنة، لكونه ظل مدربا لناد واحد وهو لوريون أو الفريق الخليجي الذي دربه لمدة ثلاثة أو أربع سنوات قبل أن يعود إلى فريقه الذي ساهم في تطويره وظل دائما يلعب بشكل منتظم في الدوري الفرنسي. المنتخب الجزائري أصبح يملك لاعبين هم مزيج بين الخبرة والتجربة، فما هو تعليقك؟ - صحيح، المنتخب الجزائري يملك تركيبة بشرية على أعلى مستوى بالنظر إلى الأسماء اللامعة، في صورة فيغولي وبراهيمي وسليماني وبن طالب وغيرهم. وأعتقد أن الجزائر بهذه الأسماء قادرة على السيطرة على القارة السمراء، كونها تملك اتحادية لها إمكانيات ومسؤولين يحسنون توفير كل الظروف من أجل تركيز التفكير فقط في تحقيق النتائج. حدّثنا عن مبولحي الذي درّبته عندما كنت في نادي قزيلاك؟ - مبولحي حارس عالمي يملك قدرات وإمكانيات اللعب في أكبر النوادي الأوروبية، لكن لم يحظ برعاية إعلامية كبيرة، ويمكن أيضا أن أقول إنه غير محظوظ، حيث استنجدت به عندما كنت أدرب نادي قزيلاك أجاكسيو الذي ينشط في الرابطة الثانية الفرنسية، عندما كنت أبحث عن حارس كبير، لكن النتائج كانت مخيبة، لأن الفريق عجز عن تحقيق البقاء، وبالتالي لعب ستة أشهر قبل العودة إلى فريقه السابق. ما تعليقك على قرار فقير اللعب لفرنسا في وقت كان يتجه للعب للجزائر؟ - أظن أن اللاعب يبقى حرا في اختيار الانضمام إلى فرنسا أو الجزائر. فهو فضّل “الديكة” في الظرف الحالي، ربما بسبب الضغوط، رغم أنه يعلم جيدا أن لاعبين في صورة براهيمي وبن طالب وماندي، وخاصة فيغولي، اختاروا الجزائر لاعتقادهم الراسخ أنهم سيجدون الدعم ويلعبوا بانتظام. وأظن أن فقير بقدر ما هو لاعب يملك قدرات فنية وبدنية ويصنع أفراح نادي ليون، فإن اختياره لفرنسا يبقى مؤقتا، في انتظار بلوغ سن 23 حتى يحدد مصيره نهائيا في مسألة اللعب للجزائر أو فرنسا. هل تعتقد أن الفريق الجزائري الحالي وصل إلى مستوى النضج وقادر على لعب الأدوار الأولى قاريا؟ - بالتأكيد، فإن المنتخب الحالي قادر على الاستمرار بالإيقاع نفسه مادام أنه تمكن من الفوز في ثلاث مباريات رسمية، بعد أن تألق في مونديال البرازيل، وبالتالي أظن أنه سيحافظ على الإيقاع نفسه، ويحتمل جدا أن ينهي منافسات مجموعته دون خسارة. حتى وإن تنقل إلى مالي فإنه قادر على فرض وجوده في أي ملعب في القارة الإفريقية. لماذا برأيك؟ - لأنه حاليا ببساطة يملك تعدادا غنيا بوجود لاعبين مزيج من أصحاب الخبرة والتجربة وكذا شبان لا يتجاوز سنهم 21 عاما. وهذا في حد ذاته يبقى في صالح الجزائر. ويملك هذا الجيل فرصة للعب مونديالي روسيا وقطر، وهي مزايا لن تجدها في أي منتحب آخر، بدليل أن نيجيريا التي تألقت في مونديال البرازيل تجد اليوم صعوبات في تجاوز منتخبات مثل الكونغو في عقر دارها، أو السودان الذي أحدث مفاجأة مدوية عندما فاز على نيجيريا، دون أن ننسى منتخبات غانا والكاميرون وخاصة كوت ديفوار. وهذا الثلاثي يعاني وتبقى النتائج التي سجلها متواضعة. وأعتقد أن الجزائر تبقى الأحسن قاريا لحد الآن. وإذا واصلت على الإيقاع نفسه فإنها ستكون من أكبر المرّشحين للعب الأدوار الأولى في كأس إفريقيا للأمم التي ستجرى في المغرب. لو نعود إلى منتصف الألفية حين أشرفت على “الخضر”، فكيف تقيّم تلك التجربة؟ - أعتقد أنها كانت تجربة مفيدة للغاية، حيث توفرت لي كل الظروف المتاحة من أجل كسب تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي جرت بالمناصفة في ذلك الوقت بين غاناونيجيريا. لكن للأسف لم نتمكن من كسب التأشيرة، بعد أن خسرنا في المباراة الأخيرة في التصفيات المؤهلة أمام غينيا، وفوّتتا فرصة المرور بسذاجة. ومازلت لحد الآن لم أستوعب حجم التأثر لكوننا كنا أمام فرصة المرور، وكان يكفينا انتصار حتى نزيح منافسنا الذي تمكن من الفوز علينا في ملعب 5 جويلية. برأيك، ما هي العوامل التي كانت وراء فشل “الخضر” في تجاوز المنتخب الغيني؟ - أعتقد أن المنعرج كان يتمثل في التعادل الذي سجلناه في الرأس الأخضر، حيث واجهنا هذا المنتخب وكنا فائزين بهدفين مقابل واحد إلى غاية الدقيقة الأخيرة، قبل أن يخطف المنتخب المستضيف هدف التعادل، وضيعنا فرصة العودة بكامل الزاد من أجل التأهل. وتوجب علينا بعدها الفوز في آخر مباراة أمام غينيا حتى نتأهل. ماذا حدث بالضبط، خاصة أن الخسارة كانت ثقيلة أمام المنتخب الغيني؟ - أعتقد أن هناك مجموعة من العوامل كانت وراء الخسارة، منها غياب الحارس ڤاواوي الذي كان معاقبا وإصابة زرابي، حتى إن صايفي اختار دخول القفص الذهبي في تلك الفترة، دون أن ننسى أن البعض كان يرى أننا فزنا قبل أن نلعب هذه المواجهة، وسقطنا في الثقة الزائدة ووقعنا في فخ الغرور الذي كان وراء هذا الإخفاق. كيف تقيّم تجربتك مع المنتخب الجزائري عموما؟ - كانت مفيدة من جميع النواحي. صحيح أنني لم أجد الوسائل التي يتوفر عليها المنتخب اليوم. لكن على الأقل أعضاء المكتب المسير في ذلك الوقت وفروا ما استطاعوا حسب إمكانيات تلك الفترة. وكنا نملك لاعبين جيدين مزيج بين بعض المحترفين والمحليين. ولولا فشلنا في التأهل لتمكنت من مواصلة مشواري، بصورة طبيعية. هل هناك فرق بين ذلك الوقت والفترة الحالية؟ - بالتأكيد، هناك فرق شاسع، لقد أصبحت الاتحادية الجزائرية محترفة ويمكن مقارنتها بأكبر الاتحاديات المنخرطة في الاتحادية الدولية، على عكس من ذلك، في وقتنا، عندما كانت الفاف في بداية الهيكلة العصرية وتحاول وضع البنية التحتية على مستوى هيكل الكرة الجزائرية. برأيك، هل تملك الجزائر حظوظا لتنظيم كأس إفريقيا 2017؟ - أعتقد أن حظوظها وفيرة في تنظيم هذه التظاهرة عام 2017، على اعتبار أنها تملك كل المواصفات والمعايير، منها الملاعب الكبيرة الموجودة أو التي هي في طريق الانجاز، زيادة على أن الجزائر بلد كرة تشبه بعض البلدان الأوروبية أو الأمريكية اللاتينية لكون شعبها يتجاوب مع هذه اللعبة ويعشق منتخب بلاده. كما أن أنصار جل الفرق يتابعون أنديتهم باهتمام. وبالتالي أظن أن الهيئة القارية لن تجد بلدا مثل الجزائر لإقامة العرس الإفريقي بالنظر إلى أن البلدان التي تنافس الجزائر لا أعتقد أنها تملك ما تملكه الجزائر من منشآت ومدن جميلة في الشمال والشرق والغرب. ما تعليقك على قرار السلطات المغربية التي طلبت تأجيل كأس إفريقيا للأمم المقررة في جانفي القادم؟ - لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال بالتدقيق، كون السلطات العليا في هذا البلد تبرر ذلك بحجة الخوف من تفشي مرض إيبولا، وبالتالي أظن أن على السلطات العليا المغربية التفكير ألف مرة قبل اتخاذ هذا القرار الذي يبقى صعبا على مسؤولي “الكاف” للموافقة عليه، ويتزامن الطلب مع اقتراب الموعد القاري بشهرين ونصف فقط. كيف وجدت فريقك الجديد مولودية وهران؟ - هو ناد كبير يملك ألقابا وتاريخا وأنجب أسماء كبيرة، ويملك قاعدة جماهيرية كبيرة، لكن مشكلة المولودية هي أنها لم تتذوق الألقاب منذ 1996، وكان الفوز بكأس الجزائر آخر لقب. وبالتالي مازال الفريق يبحث على مجده الضائع. لقد طلب مني رئيس النادي اللعب على البقاء فقط وإنهاء الموسم في متوسط الترتيب، وبناء ناد كبير الموسم القادم. لكن وقعت لموسم واحد، فكيف تفكر في بناء مشروع على المدى البعيد؟ - إذا تمكنا من تحقيق موسم استثنائي، وواصل الرئيس في تسيير النادي وطلب مني المواصلة فإنني قد أجدد العقد من أجل إعادة هيبة هذا الفريق الكبير الذي يبقى عميد فرق الجهة الغربية. كيف وجدت النادي بمجرد استلامه؟ - الفريق كان يحتاج إلى وثبة بسيكولوجية، وقد تحررنا بعد الفوز على رائد الترتيب شباب قسنطينة. وتمكنا من التأكيد أمام النصرية. وأعتقد أن توقف البطولة كان مفيدا لنا حتى نصحح الأخطاء ونسير مشوارنا مباراة بمباراة. وأعتقد أننا نعمل تدريجيا على تشخيص النقائص الموجودة ونحاول معالجتها حتى نتمكن من الوصول إلى مبتغانا. وهو تكوين فريق تنافسي. كيف وجدت مدينة وهران؟ - صراحة هي مدينة جميلة وساحرة وتشبه جزيرة “كورسيكا” التي أنتمي إليها، حيث ذكرتني بها. وما أعجبني فيها أكثر هي أنها ساحلية. وأتمنى أن أساهم في إعادة هيبة ومجد فريق المولودية التي يستحق لعب الأدوار الأولى، وليس الاكتفاء باللعب على البقاء وتجنّب السقوط. رئيس اتحادية المبارزة يوضح بعد اطّلاعنا على المقال الصادر بجريدتكم الموقرة بتاريخ 10 أكتوبر 2014 تحت عنوان “بعد إقصائه من المنتخب ومن المجمّع الرياضي البترولي- المبارز بن عودة يشتكي رئيس الاتحادية للوزارة”، وعملا بحق الرد الذي يكفله القانون تفضلوا سيدي مدير جريدة “الخبر” ورئيس التحرير بقبول نشر ردي الذي يتمثل في التالي: أولا: سبب الإقصاء لم يكن بسبب احتجاج الرياضي بن عودة من فئة الأكابر على نتيجة المباراة النهائية، التي انهزم فيها ضد رياضي من فئة الأشبال (وهو الشبل حروي زين الدين نائب بطل إفريقيا لسنة 2014)، لكن نتيجة أمور أخلاقية وإجراءات تأديبية لتصرفات وقعت في قاعة الفيدرالية المتواجدة بالمجمّع الرياضي أحمد غرمول. أما عن انهزامه في البطولة الوطنية للسنة الماضية فلم تتلق المديرية التقنية إلى غاية اليوم أي تظلم كتابي من قِبل الرياضي ولا مدربه كما يسمح به قانون لعبة المبارزة. ثانيا: أما عن قضية جمعي لعدة مناصب فهذا فيه الكثير من المبالغة، فحقيقة أنا رؤوف برناوي رئيس الاتحادية الجزائرية للمبارزة، وبحكم خبرتي في رياضة المبارزة وإقامتي على بعد عدة أمتار عن القاعة الفدرالية والنقص الفادح في التقنيين القادرين على تدريب الرياضيين في هذا التخصص فقد تطوعت (وبالمجان) لتدريب الرياضيين الشباب والشابات. ثالثا: ليس لي أي مسؤولية عن إقصاء الرياضي بلعودة من فريق المجمّع البترولي، وكما يؤكد هو ذلك بقوله بأني لا علاقة لي بناديه الذي يرأسه بلحوسين. رئيس الاتحادية الجزائرية للمبارزة: رؤوف برناوي