بعث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “رسالة تحذيرية” إلى الحكام الأفارقة، ودعاهم إلى تفادي مغبة تعديل الدساتير للبقاء في السلطة. أمّا العبرة التي ساقها هولاند فهي الرئيس البوركينابي بليز كومباوري، والذي اعتبره هولاند “درسا” للزعماء الأفارقة للتعلم منه كيفية إجباره على ترك الحكم. خرج الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مساء أول أمس، بتصريح “ثقيل” أثناء حوار له مع قناتي “تي في 5 موند” و”فرانس24” وإذاعة فرنسا الدولية، خصّ به الحكام الأفارقة الذين حذّرهم من محاولة تعديل دساتيرهم ل”البقاء” في السلطة، ويعتبر كلام هولاند “محرجا” للجزائر وخصوصا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تقاطع تصريح الرئيس الفرنسي في أوج دفاع بوتفليقة عن دستوره الذي قال إنّه “يحضّر لتعديله بجدية ويرفض التسرّع والاستعجال بتجنب المغامرة”. ولن يجد كلام الرئيس الفرنسي “صدى” لدى حاشية بوتفليقة والأحزاب الموالية له، بحكم أن هؤلاء جميعا يرون في أن الانتخابات الرئاسية منذ 99 التي فاز فيها بوتفليقة جرت في “مناخ سادته الديمقراطية”، عكس ما تقوله المعارضة، وبالتالي “تحذير” فرانسوا هولاند لا يسري عليها، لاسيما وأن خطاب الموالاة في الفترة الأخيرة، خصوصا مع انطلاق مشاورات مبادرة الإجماع الوطني للأفافاس، يركّز على أن “شرعية بوتفليقة خط أحمر” غير قابل للنقاش. وأحال الرئيس الفرنسي الحكام الأفارقة على ما يعتبره “درسا”، لحالة الرئيس البوركينابي بليز كومباوري، قائلا: “إنّهم يجب أن يتعلموا من إجبار رئيس بوركينا فاسو على ترك الحكم عندما حاول تعديل الدستور للبقاء في الحكم”، مضيفا: “رحيل بليز كومباوري يمكن أن يكون درسا لكثير من الزعماء وليس الأفارقة وحسب، بحيث لا يمكن تغيير النظام الدستوري من أجل مكاسب شخصية”. وجاءت خرجة فرانسوا هولاند تبريرا لموقفه بعد موجة الانتقادات اللاذعة التي طالته، في أعقاب عدم تحديد موقفه من الأحداث التي جرت في بوركينافاسو في مرحلة سابقة، رغم أن هولاند “كتب إلى كومباوري يحثه على التنحي قبل ثلاثة أسابيع من انتفاضة شعبية أطاحت بزعيم بوركينا فاسو من السلطة”. وأوضح هولاند مخاطبا الزعماء الأفارقة “الأيام التي كانت فيها تلك الدول تحت وصاية فرنسا قد ولت، ومن جمهورية الكونغو وبنين وجمهورية الكونغو الديمقراطية إلى رواندا، يقترب العديد من الزعماء من نهاية ولاياتهم وسط مخاوف من أنهم قد يحاولون التشبث بالسلطة من خلال تغيير قوانين بلادهم”. وحيّا هولاند التجربة التونسية التي اعتبرها “نموذجا” يقتدى به، لأنها كما قال “قادرة على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة ولا يطعن فيها”. من جانب مغاير وفي نفس الحوار، أثنى الرئيس الفرنسي على “عمل السلطات الجزائرية في رصد وتعقب قتلة السائح الفرنسي إيرفي غوردال، شهر سبتمبر الفارط، على يد جماعة جند الخلافة”، وأكد هولاند خبر مقتل أحد عناصر الجماعة الإرهابية، وفقا لما أعلنه وزير العدل الطيب لوح منذ يومين. وقال فرانسوا هولاند: “أريد أن أشيد بعمل السلطات الجزائرية لأنّها هي التي ومنذ اليوم الأول، منذ الاختطاف، عملت على إيجاد مواطننا إيرفي غوردال، لكن للأسف لقد قتل بطريقة جبانة، والجزائر أبلغتنا أنها تواصل تعقب القتلة ومستمرة في البحث عن جثة إيرفي غورديل لإعادتها إلى أهله”. وأوضح الرئيس الفرنسي: “أحد منفذي عملية إعدام غوردال، قتل بالفعل على أيدي الجيش الجزائري، في حين تم تحديد هوية الآخرين”، لكن هولاند لم يعط تفاصيل إضافية أو تحديد هوية هؤلاء أو اسم المجموعة التي ينضوون تحت لوائها