استأجرنا 2000 شقة ورمّمنا 3000 منزل وصنعنا ألف بيت للفلسطينيين أسطول الحرية 3، ومظاهرات بحرية قبالة سواحل غزة في صيف 2015 ما هو الهدف من تأسيس الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة؟ الهيئة منظمة جديدة انطلقت فكرة تأسيسها من قوافل “أميال من الابتسامات”، حيث اجتمعت ما بين 60 إلى 70 جمعية خيرية من 30 بلدا في أوت 2014، وشكلت مجلسا تنفيذيا من عدة دول، وهي مؤسسة لتقديم الخدامات (الإنسانية) والدراسات وتهدف إلى إعادة تأهيل القطاع بعد سبع سنوات من الحصار وتدمير القطاع خلال ثلاث حروب، في حرب 2008/2009 و2012 و2014، فالعدو الصهيوني استهدف كل قطاع غزة ودمر المدارس والجامعات وفوق ذلك هدم 100 ألف منزل خلال ثلاث حروب، فغزة الآن تعيش كارثة. خلال أقل من نصف عام من تأسيسكم ماذا قدمتم لغزة؟ من خلال المؤتمر التأسيسي في إسطنبول كان هناك اكتتاب مالي بقيمة 90 مليون دولار، والهدف هو إعادة تسكين الناس، فالاحتلال شرد 500 ألف فلسطيني، بعدما طلب إخلاء المناطق (الموجودة على التماس مع المستوطنات خلال العدوان الأخير)، وشرع في قصف عشوائي لهذه المناطق، وبعد توقف الحرب بعض الناس عادوا إلى منازلهم المدمرة جزئيا، لكن بقي 40 ألف شخص يعيشون في مراكز الأنوروا، أو في الخيام، ونحن نسعى إلى استئجار شقق أو شراء بيوت جاهزة (كرفانات) أو ترميم المنازل المهدمة جزئيا للحفاظ على كرامة الناس، كما نسعى لتوفير كسوة الشتاء وتقديم المساعدات العاجلة، لأن الذين دمرت بيوتهم لم يعودوا يملكون شيئا. وكيف يمكنكم إيصال المساعدات للغزاويين في ظل الحصار المطبق، ناهيك عن صعوبة تحويل الأموال إلى غزة؟ إيصال المساعدات المالية ممكنة عن طريق الحوالات، فهناك بعض الفسحة التي نتمكن من خلالها من تحويل الأموال إلى البنوك في غزة، وقد شكلنا هيئة لمتابعة إيصال المساعدات المالية إلى غزة، أما في موضوع استئجار البيوت، فهناك شقق كثيرة في غزة يمكن استئجارها لصالح العائلات المشردة، فإذا كانت هناك عائلة لها أربعة بيوت، فيمكنها أن تسكن في بيتين وتؤجر الآخرين، وهذا يتيح لها مدخولا ماليا يمكنها الاستفادة منه في تلبية احتياجاتها. كم عدد الشقق التي استأجرتموها لحد الآن؟ استأجرنا 2000 شقة، كما قمنا بترميم ما بين 2000 إلى 3000 منزل، فهناك بيوت تكسر زجاج نوافذها، أو هدم أحد جدرانها، بالإضافة إلى شراء البيوت الجاهزة، حيث قمنا بتصنيع 1000 بيت جاهز، ورغم تخوف الناس من أن يكون ذلك بداية تهجير آخر، وأن هذه الكرفانات لا تقي من برد ولا من حر، إلا أنها أفضل من أين يعيش المرء في مدرسة بلا حرمة، وتم تصنيع بيوت جاهزة في الأردن، وتقوم الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بتنسيقات مع الجيش الأردني ومع الجانب الإسرائيلي لإدخالها إلى قطاع غزة، كما أن إدخال بعض المواد كان ممكنا عبر مصر، كما أن المشروع القطري كان مستمرا ونأمل أن يستمر. في ظل غلق معبر رفح من الجانب المصري كيف سيتم إدخال المساعدات العينية إلى غزة؟ نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولكن إذا لم يتم فتح معبر رفح من الجانب المصري سنضطر لإرسال المساعدات عبر “إسرائيل”، وقد اضطررنا إلى ذلك، وتم إدخال بعض المواد البترولية عبر معبر كرم أبو سالم (الذي يتحكم فيه الاحتلال)، ونحن نأمل إدخال مليون طن من مواد البناء إلى قطاع غزة. كيف تفسر المفارقة التي تجعل الاحتلال الإسرائيلي “أرحم” بالفلسطينيين من إخوانهم المصريين؟ المشكل يكون مع من يقف ضد الشعب الفلسطيني، وأؤكد أن المحاصِر هما أمريكا وإسرائيل، أما مصر فهي من الدول المستضعفة، وترى ما حدث للعراق بسبب دعمه للفلسطينيين وقصفه للمدن المحتلة في فلسطين، ومصر تعلم هذه الحقيقة، والمعبر الوحيد غير الخاضع لإسرائيل هو معبر رفح، وكل المعابر السبعة الأخرى تتحكم فيها إسرائيل التي هددت باحتلال معبر رفح، أو حصاره، والتهديد الإسرائيلي جدي، نقطة أخرى، مصر تعتبر إسرائيل دولة محتلة ومن جانبها تحمل دورها كدولة محتلة، ولا تريد مصر إخلاء إسرائيل من مسؤوليتها، وذلك من خلال إبقائها تحت الجريمة الاحتلالية، والدول العربية لا تريد إخلاء إسرائيل من مسؤوليتها الاحتلالية، ولكن الأولى على العرب أن يضغطوا على إسرائيل ولو بالقوة العسكرية، فالمنطق العربي صحيح لكن منهجيته خاطئة. هل تنوون تنظيم أسطول حرية آخر نحو غزة؟ ما اصطلح على تسميته أسطول الحرية سبقته ست (06) محاولات نجحت في الوصول إلى غزة، أولها قاربان انطلقا من اليونان ووصلا إلى سواحل غزة في عام 2007 أو 2008، وتبعتهما بعد ذلك عدة قوارب صغيرة، لكن السفن الكبيرة تمثلت في أسطول الحرية الشهير، وازدادت شهرته بعدما ارتكبت إسرائيل جريمتها ضد سفينة مرمرة الزرقاء، وتبعتها أسطول الحرية 2، الذي تمكنت بعض سفنه من الانطلاق خاصة من اليونان، لكن تركيا رفضت انطلاق سفن من موانئها لاعتبارات سياسية، كما أن إسرائيل أوقفت سفن أسطول الحرية 2 التي تمكنت من الإبحار نحو غزة، وكثير من الدول صارت تمنع خروج سفن نحو غزة، وكان اجتماع جديد لتحالف أسطول الحرية اتخذ قرارا بتحريك الأسطول. متى سيتم إطلاق أسطول الحرية 3؟ سيكون منتصف العام الداخل (2015)، كما أن هناك ترتيبا لإطلاق سفينة فلسطينية من غزة إلى الخارج تحمل منتجات فلسطينية، وقد تم تفجير السفينة بقنبلتين قبل الحرب الأخيرة على غزة ثم فجرت السفينة تماما خلال الحرب، ونحن نريد تصنيع السفينة من جديد، وفي كل الأحوال نريد من إسرائيل أن ترتكب الجريمة الجنائية، كما أن هناك محاولات لكسر الحصار الجوي، ووصلت في 2010 مطار بن غوريون في تل أبيب ناشطون أعلنوا أنهم يريدون العودة إلى فلسطين، كما أن هناك محاولات أخرى، حيث يتم التفكير في إرسال طائرة صغيرة فيها كبار الشخصيات العرب والأوروبيين لتهبط في غزة، وإذا تعرضت لهجوم فسيخلق ذلك مشكلة لإسرائيل، أما الخيار الآخر فهو تنظيم مظاهرات بحرية تخرج من سواحل عدة دول وتتوجه بالقرب من سواحل غزة دول أن تدخلها، وهذه يمكن تطبيقها بسهولة الصيف القادم. ماذا عن المتابعة القانونية لمجرمي الحرب الإسرائيليين؟ بعد حربي 2008/2009 و2012 نجحت القوى القانونية في وضع مسؤولين إسرائيليين على قوائم مجرمي الحرب لكن تم تهريبهم، بل وغيرت القوانين التي تسمح باعتقال الوزراء وكبار المسؤولين حتى تصبح بيد السياسيين بدل العسكريين، وقد يكون انضمام السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية فرصة مواتية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين تورطوا في اغتيال عدة مسؤولين فلسطينيين مثل الرئيس ياسر عرفات وأبو علي مصطفى رئيس الجبهة الشعبية والشيخ ياسين والرنتيسي وآخرهم الوزير زياد أبو عين، الذي قتل على مشارف الجدار، وهناك جهات منشغلة بتوثيق هذه الجرائم، وصدرت قرارات من الأممالمتحدة وعن منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، والتي من السهل توثيقها. ما هو الدور المأمول من الحكومة الجزائرية والمجتمع مدني في قضية رفع الحصار على غزة؟ الدور الجزائري في كسر الحصار على غزة مشكور ومبارك، خاصة قوافل أميال من الابتسامات الجزائرية بقيادة الأسد الجزائري أحمد براهيمي، كما نلقبه، وكذلك قوافل البحرينوالأردن وقوافل كل الدول العربية، وكل التحية للشعب الجزائري ونأمل أن يخرج علينا الرئيس بوتفليقة بشعار مشابه لشعار الرئيس الراحل الهواري بومدين “نحن مع غزة ظالمة أو مظلومة”.