تسبب انقطاع كلي للكهرباء بمستشفى سعادنة عبد النور في سطيف، في تلف كميات كبيرة من الدم وصلت إلى 200 كيس، زيادة على هلع كبير في أوساط المرضى وخاصة الذين ارتبطت حياتهم بآلات خاصة مثل مرضى القلب والإنعاش الطبي ومرضى الكلى والتنفس، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول التسيب الكبير الذي بات يعيشه هذا الصرح الطبي. أكدت مصادر طبية من مركز حقن الدم في سطيف، تلف كميات كبيرة من الدم قدرتها ب200 كيس، وهذا بعد انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي عن كامل مصالح المستشفى، ما ولد حالة من الاستنفار، خاصة أن المولدين الاحتياطيين بالمستشفى لم يشتغلا، وهي المسؤولية التي تقع على عاتق إدارة المستشفى التي لا تبعد عن مركز حقن الدم سوى 5 أمتار فقط، ما يؤكد حالة التسيب التي يعيشها المستشفى. ومعلوم أن اللوائح والقوانين الداخلية تنص على إجراء عمليات تجريبية دورية من أجل التأكد بأن المولدات الكهربائية الاحتياطية تشتغل بمجرد انقطاع التيار، وهو ما لم يحدث بالمستشفى، حيث تم نقل المرضى على جناح السرعة بعد غياب التيار الكهربائي من جناح إلى آخر، فيما تم نقل كميات كبيرة من الدم إلى ثلاجات بمختلف المصالح الأخرى بعد الاستنجاد ببلدية سطيف التي أنقذت الموقف بتسخيرها لمولد كهربائي. عملية انقطاع الكهرباء ليست بسبب عمليات صيانة من طرف شركة سونلغاز، وإنما لتلف الكابلات الرئيسية التي ولى عليها الدهر، وهي الحادثة التي تكررت أكثر من مرة وتسببت في عدة حوادث أدت إلى تلف أجهزة طبية، فيما تعتبر هذه الحوادث خطرا كبيرا على صحة المرضى بحكم ارتباطهم بآلات توضح عمل وظائفهم الحيوية مثل دقات القلب وعمل الدورة الدموية وغيرها. من جهة أخرى، يشهد المستشفى عملية نقص فادح في مادة الأدرينالين الطبية الضرورية في عمليات الإنعاش الطبي وحالات التخدير لتجنب حدوث الوفاة، زيادة على ندرة في أفلام جهاز الأشعة، ما حرم الآلاف في مصلحة الاستعجالات من إجراء صور الأشعة، إضافة إلى انعدام الماء لأكثر من شهرين كاملين بمستشفى الأم والطفل، ما خلق حالة من الاستياء لدى الطاقم الطبي، في وقت تمكنت مصالح الري من إنقاذ الموقف وتزويد المستشفى بخرطوم للمياه من مستشفى السرطان المجاور له، لكن انعدام الضغط اللازم يبقى مشكلا في توفير الماء لجميع الأقسام، وهو الأمر الذي يعتبر من النقائص الكثيرة التي يعيشها المستشفى. مدير الصحة بالولاية، عبد القادر بغدوس، في حديثه ل”الخبر”، هوّن من الأمر وأكد أن مخزون الدم الذي أتلف لا يمثل سوى 10 في المائة من المخزون الكلي، حيث تم إنقاذ الكميات المتبقية وتوزيعها عبر مختلف المصالح، زيادة على تزويد مركز حقن الدم بالكهرباء، في انتظار تركيب مولد من طرف الوكالة الوطنية للدم، فيما أكد وصول أجهزة جديدة إلى مصلحة الإنعاش الطبي مع تواصل الجهود للنهوض بالمستشفى وتقديم أفضل الخدمات.