يلتقي رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، اليوم، في دورة عادية جديدة أمام أعضاء الجمعية العامة بفندق "الشيراتون" بالجزائر العاصمة، من أجل تقديم حصيلة عمله المالي والأدبي للسنة المنقضية، وهو موعد يتزامن مع بداية سنة جديدة من عهدة روراوة تميزت بإخفاق "الخضر" خلال "كان 2015". رغم أن محمد روراوة سيستعرض أمام الأعضاء حصيلة نشاطه المالي والأدبي لسنة 2014، إلاّ أن حديث الرجل عن مشاركة “الخضر” خلال “كان 2015” سيصنع الحدث وسيأخذ حصة الأسد من الوقت المخصص لتلاوة التقرير الأدبي على أعضاء تعوّدوا منذ اعتلاء روراوة رئاسة “الفاف” على “السمع والطاعة” والاستماع إلى كلام “الحاج” دون نقاش، بشكل أعطى هؤلاء الانطباع بأن رئيس “الفاف” الحالي رجل معصوم من الخطأ، وحوّل الصمت المطبّق للجميع موعد الجمعية العامة للاتحادية إلى فضاء هادئ على خلاف ما كان يحدث في الفترة التي سبقت عهد روراوة، غير أنه فضاء اليوم خال من الرأي الآخر. رئيس الاتحادية سيركّز على المنتخب وتأهله إلى دورة غينيا الاستوائية والنتائج “الإيجابية” المحققة في عهد المدرب كريستيان غوركوف رغم فشل “الخضر” في العودة بالتاج القاري، وسيتحدث روراوة أيضا من دون شك عما كسبه المنتخب ماليا ورياضيا من مشاركته في مونديال البرازيل 2014 والنتيجة التاريخية المحققة في عهد وحيد حاليلوزيتش ببلوغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخ مشاركات الكرة الجزائرية في نهائيات كأس العالم. وسيستعرض رئيس الاتحادية أيضا رهانات منتخب المحليين والمنتخب الأولمبي، وسيسلط الضوء أيضا، مرة أخرى، عن واقع الاحتراف ويُنتظر أن يحمّل النوادي الجزائرية مسؤولية عجزهم عن ضمان موارد مالية على خلاف ما هو حاصل مع “الفاف” التي جلبت في ظرف قياسي اهتمام كبريات المؤسسات الاقتصادية، خاصة وأن الأندية الجزائرية كشفت عن محدوديتها في عالم الاحتراف قياسا بالمشاكل اليومية والأخطاء الفادحة المرتكبة التي أعطت الانطباع بأن حتى الأندية الخمسة التي تحصلت على “إجازة النادي المحترف”، بعيدة كل البُعد عن معايير الاحتراف. روراوة سيركز من دون شك عن المعايير والمواصفات المطلوبة في النادي المحترف وعن مدى استعداد المسيرين الحاليين الذين يغيّرون المدربين باستمرار، ويعتمدون على لاعبين أجانب من دون مستوى عن تنظيم شركاتهم والارتقاء فعلا إلى مستوى كبار الأندية القارية، وكل ذلك ليقول مرة أخرى بأن المشكل في بقاء الاحتراف يُحتضر في الجزائر يكمن في المسيرين وليس في الإمكانات أو القوانين أو النصوص، وهو ما يعني ضمنيا بأن أي فشل محتمل للاحتراف لن يكون معناها بالضرورة فشل سياسة الاتحادية في النهوض بكرة القدم الجزائرية. ولن يخلو حديث الرجل القوي في الاتحادية من دون شك عن ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية قبل أن يمنح حق التصويت لأعضاء الجمعية العامة على طلب إدارة شبيبة القبائل بالعودة إلى ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو قبل انتهاء مدة العقوبة المقررة في جوان المقبل، بينما تنتظر الاتحادية انتهاء السلطات من تشييد الملاعب التي هي بصدد الإنجاز كون الجزائر تراهن على تنظيم “كان 2017” بدلا من ليبيا حتى وإن كان روراوة يرفض تحمّل أية مسؤولية في حال عدم نيل هذا الشرف، في إشارة إلى أن خلافه مع رئيس “الكاف” عيسى حياتو لن يكون له أي تأثير، حسب روراوة، على خيار أعضاء المكتب التنفيذي للهيئة الكروية القارية. الدورة العادية ستجري وتنتهي وبطلها شخص واحد، إنه رئيسها محمد روراوة الذي عوّده أعضاء الجمعية العامة على الاستماع بهدوء والتصفيق بحرارة والتسابق لنيل الرضا.