يعاني قرابة ال3 ملايين جزائري من داء السكري، وما ينجر عنه من مضاعفات ثانوية خطيرة كتعفن رجل المريض ثم بترها، ناهيك عن إصابات البصر المؤدية إلى العمى، وكذا الإصابات القلبية حيث تحصي الجزائر 100 ألف نوبة قلبية سببها السكري، مما يستدعي التطبيق الفوري لمخطط مكافحة السكري الذي لا زال منذ سنوات مجرد حبر على ورق. وأوضح البروفيسور منصور بروري، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المتنقلة، خلال مشاركته في فعاليات الملتقى السنوي للجمعية الفرنسية لأمراض السكري، “أنه رغم انطلاق نشاط اللجنة منذ 2003 وتدعّمه في 2014 بإطار استراتيجي صم ممثلين عن مختلف الوزارات لمكافحة هذه الأمراض من بينها السكري، إلا أن هذه المساعي ظلت حبيسة الأدراج”. وتعتبر السمنة المفرطة أحد أسباب الإصابة بداء السكري، وأضحت هاجس عشرات الآلاف في غياب حملات تحسيسية، وزاد في حدّتها إقبال الجزائريين على محلات بيع الأكل السريع، حيث أكد البروفيسور بروري أن جزائري من اثنين يعانون من السمنة المفرطة، وهو ما يفسر حسبه ارتفاع إصابات السكري، مضيفا أن خطرها الثاني يكمن في أنها مسببا للإصابة بالسرطان. ونبّه المتحدث على ضرورة أخذ الحيطة من السمنة خاصة وإن ترافقت مع التدخين، حيث تشير الأرقام إلى أن 21 بالمائة من البالغين في الجزائر مدخنين ومدخنات، ورغم سعينا المتواصل بطلب تكوين أطباء الوحدات المدرسية الطبية، ليتولوا تحسيس التلاميذ بقيت الفكرة طي النسيان. مرضانا محرومون من العلاجات الجديدة وفي الوقت الذي يتزايد فيه يوميا عدد المصابين بالسكري، يبقى العديد منهم وخاصة المصابين بالنوع الثاني منه يجهلون إصابتهم ولا يخضعون لأي علاج، وهو الإشكال الذي يفرض إيجاد سبل للكشف المبكر عن الداء واتقاء مضاعفاته الخطيرة، إذ أكد بروري أنها متعددة وتؤدي للموت ومنها اعتلال شبكية العين، مشيرا إلى أن 40 بالمائة من مرضى الداء عندنا مصابين بها. وبشأن النوبات القلبية التي يخلّفها داء السكري، قال المتحدث أنا وصلت إلى 100 ألف نوبة قلبية، وأوضح أن الأدوية الجديدة الخاصة بمرضى السكري متوفرة بالجزائر وأثبتت فعاليتها، كونها تساهم في توازن “الهيموغلوبين الغليكي” وتقي من مضاعفات الداء وعلى رأسها الإصابات القلبية، كما تقي من السمنة وارتفاع الضغط الشرياني وتقلص استشفاء المرضى بنسبة 70 بالمائة، غير أن عدد هام من المرضى محروم من تلك الأدوية الموجودة بالسوق منذ 2011 لكنها غير معوضة رغم أسعارها المرتفعة، مما يجعل المريض يعزف عن اقتنائها”. ودقّ رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة، ناقوس الخطر حول تنامي انتشار داء السكري بشكل ملحوظ، مطالبا بضرورة الإسراع في التطبيق الفعلي للمخطط الوطني لمكافحة الداء.