أغلقت صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية في السودان، أمس، أبوابها لتبدأ عملية فرز الأصوات بعد ثلاثة أيام من التصويت الذي جرى في أجواء هادئة وآمنة في عموم السودان وحتى في دارفور، إلا أن ولاية جنوب كردوفان الحدودية مع دولة جنوب السودان، شهدت أعمال عنف ومواجهات مع المتمردين أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والمتمردين والجيش السوداني الذي ألقى القبض على بعض منهم. وقال وزير الداخلية السودانية، الفريق عصمت عبد الرحمان، خلال لقاء صحفي أمس، إن الحركة الشعبية في الشمال هددت بمنع إجراء الانتخابات السودانية وقامت بأعمال عسكرية في ولاية جنوب السودان، حيث قامت بقصف عشوائي بالكاتيوشيا ومدافع الهاون لمناطق في الولاية مثل الدلن وكادوغلي والمدينة السكنية بالقرب من سد الرصيرص، مما أدى إلى مقتل نساء وأطفال خلال هذا القصف. وتابع وزير الداخلية السوداني، أن امرأتين وطفلين أصيبوا في قصف بقرية ”الدلن” بولاية جنوب كردوفان، كما قتلت امرأتين وأصيب 16 شخصا خلال القصف العشوائي لمقاتلي الحركة الشعبية، وتابع أن قوات الجيش تصدت للمتمردين وتمكنت من القضاء على أحد قادة المجموعات المهاجمة وعددا من أفرادها، والتي قتلت بدورها 4 مواطنين خلال هروبها، كما أصيب أفراد من القوات المسلحة السودانية خلال تصديهم لهذه الهجمات، في حين أسر الجيش السوداني عددا من المتمردين لم يحدده. واتهم الوزير السوداني دولة جنوب السودان بتسليح متمردي الحركة الشعبية في السودان وتمويلهم وتوفير المأوى لهم، مشيرا إلى أن أمريكا وإسرائيل وعدة دول غربية، تسلّح وتموّل المتمردين عن طريق دولة جنوب السودان، خاصة وأن المتمردين يتحصنون بمنطقة كاودة الجبلية التي يوجد بها مطار يسمح بهبوط طائرات صغيرة. وأكد الفريق أن إقليم بدارفور بولاياته الخمس لم يشهد أي اضطرابات خلال الثلاثة أيام التي جرت فيها الانتخابات، وأن متمردي حركة تحرير السودان بقيادة مني آكور مناوي تحولوا إلى عصابات وقطّاع الطرق يهيمون في صحراء دارفور. وأشار عصمت عبد الرحمن، أن متمردي دارفور بقيادة ميناوي يشاركون في المعارك في ليبيا إلى جانب قوات حفتر، مضيفا أن جزء من السلاح الذي يزوّد به حفتر متمردي حركة تحرير السودان يتم تحويله إلى دارفور. وقال الفريق المتحدث إن هناك تنسيقا مع الجزائر، وأشاد بمواقفها الثابتة، متهما بعض الدول التي لم يسميها أنها لا تريد أن يقوم السودان بوساطة بين أطراف الصراع في ليبيا، مشددا أن حكومة الخرطوم إسلامية لكن لا علاقة لها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مضيفا أنه تم إبلاغ الملك سلمان (عاهل السعودية) والرئيس المصري بذلك. وزارت ”الخبر” عدة مراكز انتخابية في ولاية ”الجزيرة” (550 كلم جنوبالخرطوم)، حيث تجاوزت نسبة الإقبال على الانتخاب من النساء والرجال في بعض المراكز 60 في المئة في اليوم الثاني، ورغم بعض الأخطاء التقنية والإدارية، إلا أن المواطنين والمشرفين على العملية الانتخابية في الجزيرة، عبّروا عن رضاهم على طريقة سيرها. ومن المنتظر أن يتأخر الإعلان عن نتائج الانتخابات النهائية إلى غاية 27 أفريل الجاري، على أن يؤدي الرئيس الجديد القسم الجمهوري يوم 27 ماي المقبل، حيث تحل الحكومة ويتم تعيين حكومة جديدة.