حزب الترابي خطط مع حركة المساواة لإسقاط نظام البشير عسكريا كشف المحلل السياسي السوداني، محيي الدين تيتاوي، ل''الخبر''، أن مقتل خليل إبراهيم جاء بعد اشتباك قواته مع سكان من قرية ''ودبندة''، لرفضهم تجنيد أبنائهم في صفوف قواته، بعدما قتل قرابة 300 شاب منهم أرسلهم خليل إبراهيم للقتال كمرتزقة إلى جانب العقيد معمر القذافي قبل الإطاحة به، ولم ينج من هؤلاء سوى 6 أفراد تمكنوا من العودة إلى قريتهم في ولاية شمال كردوفان وسط السودان. ما هي تداعيات مقتل زعيم حركة العدل والمساواة على مستقبل السلام والحرب في دارفور؟ - الوضع في دارفور حاليا مستقر ولا توجد خطورة أمنية في ولايتين من أصل ثلاث ولايات مشكلة لإقليم دارفور، ويتعلق الأمر بولاية جنوب دارفور وغرب دارفور، أما في ولاية شمال دارفور فهناك تسرب (للمتمردين)، ولكن هناك تحوطات لمنع هذا التسرب، والآن انكسرت شوكة التمرد في دارفور بعد مقتل خليل إبراهيم، قائد حركة العدل والمساواة، الذي كان عنيدا وهذا العناد هو الذي قاده إلى هذا المصير. حركة العدل والمساواة وفي آخر بيان لها أكدت مواصلتها لنفس نهج زعيمها المقتول، ألا يعني ذلك أن الاضطراب في دارفور قد لا ينتهي بمقتل خليل إبراهيم؟ - هناك أربعة مؤشرات تؤكد أن حركة العدل والمساواة في طريقها لتلفظ أنفاسها، أولها أن معظم الحركات المتمردة في دارفور وقعت على اتفاقية السلام بالدوحة، وثانيا أن عددا كبيرا من قيادات حركة العدل والمساواة انسحبت من الحركة، خاصة بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي وسقوط نظامه، ما شكل ضربة قوية لخليل إبراهيم وحركته، ثالثا مقتل خليل إبراهيم نفسه باعتباره يمثل رمزا لحركة العدل والمساواة، وهذا سيؤدي إلى صراعات بين من تبقى من قيادات الحركة لخلافته، وقد ينزلق ذلك إلى احتراب داخلي، رابعا افتقاد الحركة لتمويل خارجي بعد سقوط نظام القذافي (والاتفاق بين نظام الخرطوم ونظام نجامينا تشاد). حركة العدل والمساواة تتهم قوى إقليمية بقتل زعيمها عبر صاروخ أطلق من طائرة متطورة، ما دقة هذه التصريحات؟ - السودان لا يملك علاقات مع دول تمتلك تقنية عالية لتحديد مثل هذه الأهداف، وما حدث أن رجال خليل إبراهيم اختطفوا شبابا من قرية، فوقعت اشتباكات مع سكان القرية، تدخلت على إثره القوات المسلحة السودانية. وخلال هذه المواجهات، أصيب خليل بجراح، فحاول رجاله إخلاءه إلى دولة جنوب السودان، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق، فقد كان لخليل إبراهيم مشكلات مع سكان قرية ''ودبندة''. ما طبيعة هذه المشكلات؟ - خليل إبراهيم جند الكثير من شباب قرية ودبندة وراح بهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب العقيد معمر القذافي ضد الثوار، وشاركوا في تلك المعارك، ولكن قتل منهم الكثير، فمن بين 300 شاب لم يبق منهم على قيد الحياة سوى 6 شباب عادوا إلى قريتهم، وأبلغوا الجميع المصير الذي لقيه بقية الشباب في ليبيا. وهل سيؤدي مقتل خليل إلى تفكك حلف ''كاودا'' مع المتمردين في جنوب كردوفان وولاية النيل الأزرق؟ - عبد الواحد محمد نور (رئيس حركة تحرير السودان) لا يملك قوات مقاتلة على الأرض، ولا يمكن أن يشكل خطرا على الاستقرار في دارفور، خاصة أنه مقيم في باريس. أما ميني آركو ميناوي، فقواته متواجدة في دولة جنوب السودان، ولا أظن أن هذا التحالف سيشكل أي تأثير على الأوضاع في دارفور، ولكن هناك تحالف بين حركة العدل والمساواة ودولة جنوب السودان والحركة الشعبية في شمال السودان، بالإضافة إلى أحزاب شمالية معارضة، اجتمعت في منطقة ''كاودا'' في جنوب السودان وشكلت تحالف ''كاودا''. وعندما تم إلقاء القبض على إبراهيم سنوسي، وهو أحد قادة حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي، وجد عنده وثائق تتضمن توجيه قوات خليل إبراهيم من دارفور إلى ولاية جنوب كردوفان، والسيطرة على عاصمتها، ومنها الزحف على العاصمة السودانية ''الخرطوم'' لإسقاط نظام البشير. وهذه الوثائق التي تم الحصول عليها ساعدت على تتبع حركة خليل إبراهيم إلى أن تم القضاء عليه.