في الوقت الذي تستبعد فيه منظمة “أوبك” التدخل هذه السنة في السوق ،لاسيما بعد تسجيل تآكل معتبر لحصتها، عرفت أسعار النفط خلال شهر أفريل، حسب تقديرات المنظمة أفضل معدل لهذا العام، اذ كسب البرميل قرابة 10 دولارات ،مما دعم توجه دول الخليج بالخصوص داخل “أوبك” باستبعاد أي تدخل في السوق. و استفاد برميل النفط الجزائري صحارى بلند من المنحى التصاعدي لسعر البترول، اذ يقدر بحوالي 67 دولارا للبرميل محققا أعلى متوسط بالنسبة للسنة الحالية. استقرت أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في 2015 خلال تعاملات أمس ، رغم بيانات اقتصادية صينية أقل من التوقعات، وسط مخاوف بشأن ارتفاع العرض،لاسيما و أن دول “أوبك “أبقت على سقفها المرتفع ،حيث قدر بحوالي 30.6 مليون برميل يوميا ،بينما تقوم دول خارج “أوبك” أيضا منها روسيا بضخ كميات عالية من البترول ،مما يبقى العرض عاليا بفائض يفوق مليوني برميل يوميا . وقد أشارت البيانات الصادرة عن الأسواق بتسجيل ارتفاع جديد لإنتاج منظمة “أوبك” في أفريل بنسبة 0.2 في المائة ،ليقفز لأعلى مستوياته منذ أكثر من عامين.ولم تشهد العقود الآجلة لخام برنت القياسي لبحر الشمال تغييرًا كبيرا، مسجلة 66.8 دولار للبرميل بالنسبة لتسليمات شهر جوان،و ان كان المعدل العام لسعر البترول أعلى بكثير من المتوسط المسجل في الثلاثي الأول، في حين ارتفع سعر الخام الأمريكي تسليم شهر جوان المقبل بشكل بسيط بلغت نسبته 0.71 في المائة إلى 59.35 دولار للبرميل. و استفاد سعر النفط الجزائري من موجة الزيادة في السوق، حيث ارتفع المعدل الشهري خلال أفريل الماضي الى حوالي 59 دولار للبرميل و هو أعلى سعر سجله برميل النفط الجزائري هذه السنة، مقابل 56.93 دولار للبرميل في مارس و58.18 دولار للبرميل في فيفري و47.91 دولار في جانفي ،مما يرفع المعدل خلال الاربع اشهر من السنة الى حوالي 55.50 دولار للبرميل، و يبقى المعدل العام مع ذلك بعيدا عن المتوسط المسجل في نفس الفترة من سنة 2014، حيث فاق عتبة 100 دولار للبرميل. وأشار الخبير الدولي جورج ميشال الى أن وضع البلدان المصدرة للنفط يبقى صعبا ،رغم التحسن الطفيف المسجل خلال الشهر الماضي، حيث تفيد التوقعات في الأسواق الآجلة الى بقاء سعر النفط في حدود يتراوح ما بين 58 و 65 دولار للبرميل ،خلال الفترة القادمة ،مضيفا ل«الخبر” أن تأثير العرض في السوق،فضلا عن انكماش الطلب، يجعل السعر لا يتجاوز حدودا معينة، و ان كان المنحى باتجاه الأعلى. ويستبعد الخبراء اقدام منظمة “أوبك، الى احداث أي تعديل في سقف انتاجها هذه السنة ،مع تأكيد أبرز أعضائها بأنها على غير استعداد للتضحية بحصة من حصصها في سوق تنافسي ،تستغله بلدان مصدرة أخرى مثل روسيا و المكسيك ،إضافة الى التنامي المتسارع للانتاج النفطي الأمريكي . على صعيد متصل، عرف سعر الغاز الطبيعي تراجعا نسبيا، حيث بلغ بالنسبة لتسليمات شهر جوان 2.79 دولار لمليون وحدة حرارية، و يتأثر سعر الغاز بالارتفاع الكبير للانتاج الأمريكي من الغاز الصخري بالخصوص.