وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء الى هايتي غداة زيارة تاريخية الى كوبا التقى خلالها زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو الذي نادرا ما يظهر علنا. وافادت مراسلة وكالة فرانس برس ان الرئيس الفرنسي يعتزم ان يعزز مساعدة فرنسا وتعاونها مع هذه الجزيرة التي شهدت زلزالا قويا في كانون الثاني/يناير 2010. وهولاند هو اول رئيس فرنسي يزور هذه المستعمرة الفرنسية السابقة منذ استقلالها عام 1804. وكان في استقباله عند وصوله نظيره ميشال مارتيلي. ويختتم في هذه الزيارة جولة استمرت خمسة ايام في الكاريبي. وكان هولاند قام الاثنين بزيارة غير مسبوقة الى كوبا، وعقد لقاء استمر حوالى الساعة مع فيدل كاسترو، زعيم الثورة الكوبية الذي يبلغ الثامنة والثمانية من العمر ونادرا ما يشارك في مناسبات عامة. وقد عقد هولاند الذي اغتنم هذه الزيارة للدفاع عن مصالح فرنسا والاتحاد الاوروبي في خضم عملية التقارب بين واشنطن وهافانا، لقاء طويلا ايضا مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو شقيق الرئيس الحالي. وحرص هولاند وهو اول رئيس غربي يزور كوبا منذ الاعلان عن هذا التقارب، على اعطاء السلطات الكوبية ضمانات عن تضامنه معها، مشددا في الوقت نفسه على العلاقات التي تجمع باريس وهافانا. ودعا خصوصا الى انهاء الحصار الاقتصادي الاميركي الذي "اساء كثيرا" كما قال لتطور الجزيرة الشيوعية منذ 1963. ورفع هذا التدبير المدرج في القانون من صلاحية الكونغرس الاميركي. وفي المساء، كشف هولاند انه التقى فيدل كاسترو الذي نادرا ما يلتقي رئيسا غربيا. واستمر اللقاء المغلق حوالى خمسين دقيقة كما ذكر الاليزيه. ونشر موقع كوبا ديبايت الرسمي الاخباري بعد ذلك صورا عن اللقاء، حيث يبدو فيدل كاسترو في وضع صحي جيد على ما يبدو ويرتدي على جري عادته بدلة رياضية وهو يتحدث مع هولاند. وقال هولاند "كنت امام رجل صنع التاريخ ... وعندما اتيت الى كوبا، اردت ان التقي فيدل كاسترو"، مؤكدا ان فيدل كاسترو "تحدث كثيرا" على رغم سنواته الثماني والثمانين. وفي المساء، التقى الرئيس الفرنسي ايضا نظيره راوول كاسترو الذي خلف شقيقه في 2006، في اجواء ودية كما يبدو. وذكر الاليزيه، ان كاسترو "شدد على ان فرنسا يمكنها الاضطلاع بدور طليعي في العلاقة بين كوبا والاتحاد الاوروبي"، خصوصا لعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي ومجموعة دول اميركا اللاتينية والكاريبي في حزيران/يونيو ببروكسل. وقد حرص هولاند على تجنب ارتكاب اي هفوة خلال هذه الزيارة التي خلت من لقاء مع منشقين. وقام هولاند صباح الاثنين بمنح وسام الشرف الى الكاردينال خايمي اورتيغا الذي اضطلع بدور وساطة للافراج عن السجناء السياسيين في كوبا عام 2010. وفي منتصف زيارته، قام هولاند بنزهة لم تكن مقررة في البرادو، إحدى اقدم الجادات في هافانا، حيث تقاطر الناس لتحيته. وبعد مأدبة العشاء التي اقامها راوول كاسرو، قام الرئيس الفرنسي ايضا بنزهة ليلية في شوارع وسط هافا، كما ذكر مرافقوه. وتنوي فرنسا الشريك الاقتصادي العاشر للجزيرة، استثمار هذه الزيارة في اطار الانفتاح الاقتصادي لكوبا. وقد وقعت في هذه المناسبة بضعة اتفاقات مع مؤسسات فرنسية (اكور، سي.ام.اي-سي.جي.ام ...) لكن هولاند اكد انه يريد مساعدة كوبا على ان تتطور والاستفادة من نفوذها في اميركا اللاتينية.