تواصلت، أمس، الاحتجاجات الشعبية على العهدة الثالثة لرئيس الجمهورية في بورندي، بيار نكورنزيزا، الذي عاد أمس إلى القصر الرئاسي، في العاصمة بوجنبورا، قادما من تنزانيا بعد فشل محاولة الانقلاب التي قادها ضباط كبار في الجيش، اعتقل معظمهم. أعلن العسكريون الموالون للرئيس اعتقال ثلاثة جنرالات انقلابيين، من بينهم وزير الدفاع الجنرال نيومباري. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية اعترافه بفشل الانقلاب وتسليم نفسه. وقال ضابط شرطة إن محافظ الشرطة زينزن ندابانزي والجنرال سيريل ندايروكي سلّما نفسيهما للقوات الموالية للرئيس. بينما نقلت الإذاعة الرسمية عودة الرئيس من مسقط رأسه ببلدة نڤوزين في الشمال، إلى العاصمة بوجمبورا. وتجمعت الجماهير المؤيدة له على حافة الطريق لاستقباله. وأعلن التلفزيون الحكومي نبأ إلقائه كلمه لطمأنة مواطنيه. وبالرغم من إطلاق الشرطة عيارات نارية لتفريق المتظاهرين، إلا أنهم عادوا بالعشرات للاعتصام وراء الحواجز التي أقاموها بالشوارع. كما توسعت الاحتجاجات إلى مدن أخرى في شمال البلاد، مثل نياكابيغا وسبيتوك. وتواصلت الاحتجاجات بلا انقطاع، منذ 26 أبريل الماضي، عندما أعلن الرئيس نكورنزيزا ترشحه لعهدة ثالثة لانتخابات 26 جوان المقبل، مخالفا أحكام الدستور. وقد تمت محاولة انقلاب على الرئيس المنتهية ولايته على يد ضباط، عندما توجه نكورنزيزا إلى تنزانيا للمشاركة في اجتماع إفريقي، وقت كان الشارع يغلي، فاضطر إلى المكوث هناك حتى تمر العاصفة. لكن فشل الانقلاب لم ينه الاحتجاجات التي دعت إليها المعارضة، على رأسها الحركة الشعبية التي يرأسها ڤودفروا نيومباري، من أصدقاء الرئيس السابقين في الحرب الأهلية (1993-2006). وتسبب الانقلاب الفاشل في نزوح جماعي للمواطنين. وقد أحصت الأممالمتحدة نزوح 105 ألف شخص إلى بلدان الجوار خلال الاضطرابات الأخيرة. وأدانت المجموعة الدولية، على رأسها الأممالمتحدة ومجلس الأمن، العملية الانقلابية، داعين إلى إجراء “انتخابات نزيهة”.