وصل، يوم أمس الأربعاء، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وفد من حكومة جنوب السودان وممثلي جماعة زعيم المتمردين رياك مشار، على أمل شروعهما في المفاوضات لوقف إطلاق النار بين المتصارعين، وهذا ما كشفه وزير الخارجية الإثيوبي توادروس أدهانوم الذي قال إن وفدي التفاوض من حكومة جنوب السودان والموالين لمشار قد وصلا إلى أديس أبابا وسيشرعان في محادثات سلام بعد يوم من الموعد المقرر، وأكد أدهانوم الذي هو كذلك رئيس وفد الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا ”إيغاد” ويقوم في نفس الوقت بمهمة الوساطة بين الجانبين، أنه يشعر بالقلق لاحتمال أن يعطل استمرار القتال في بور بدء هذه المحادثات. بموازاة مع هذا التحرك الدبلوماسي، اعترفت حكومة جنوب السودان على لسان رئيس بلدية ”بور” عاصمة ولاية جونقلي نيال ماجاك نيال، بسقوط هذه المدينة بيد من أصبحوا يعرفون بالجيش الأبيض، أي مقاتلي المعارضة التي يقودها رياك مشار، النائب السابق لرئيس الدولة، وحسب ذات المسؤول، فإن القوات الحكومية تمركزت بعد انسحابها بثكنات عسكرية تبعد عن المدينة بحوالي ثلاثة كيلومترات، وأوضحت القوات المنسحبة بأن ما أضعف موقفها في المعركة الأخيرة هو مشاركة القوات الموالية للقائد السابق بالجيش بيتر غاديت الذي تمرد هو الآخر على الرئيس سلفاكير ميارديت والتحق بقوات الجيش الأبيض، وعن مجمل هذه التطورات الميدانية قال وزير الإعلام مايكل ماكوي في تصريح صحفي يوم أمس الأول إن رياك مشار يريد السيطرة على بور حتى يكون موقفه قويا خلال محادثات السلام المنتظرة هذا الأربعاء في إثيوبيا. من جهة أخرى حثت الولاياتالمتحدة المتحاربين على وقف الأعمال الحربية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايتلين هايدن في بيان لها، إن الولاياتالمتحدة ستوقف الدعم وستعمل على ممارسة ضغط دولي على أي عناصر تستخدم القوة للاستيلاء على السلطة، محذرة، بأن ”واشنطن ستعتبر القادة مسؤولين عن تصرفات قواتهم وسنعمل على ضمان محاسبة مرتكبي الفظائع وجرائم الحرب”.